من مغرب يسير بسرعتين إلى آخر يسير بساعتين مرة أخرى،ها هي حكومتنا غير الموقرة تفجعنا وتفاجئنا بقرار قهري تسرق فيه دون خجل ولا وجل ساعة إضافية من راحة المواطنين العزل وطمأنينة بالهم وسكينة أبنائهم،وتديم عليهم توقيتا غير قانوني ما كانوا يتحملونه بشكل مؤقت في الصيف فكيف بشكل دهري في الصيف والشتاء؟؟،قرار انفرادي صادم مطلوب التنفيذ بسرعة البرق،خلق موجة من الرفض والغضب العارم في صفوف المواطنين المستضعفين،وحملة من السخرية والتحريض على المقاطعة والعصيان عند رواد مواقع التواصل الاجتماعي،إلى درجة قد تمنى فيها العديدون مثلي لو أنهم في أعمالهم أحرارا يملكون فيها قرارهم،أو غادروا أسلاك الوظيفة و حصلوا على تقاعدهم النسبي ولو”ببلاش”،أو أنهم يستطيعون الهروب من هذا الوطن إلى جزيرة “الوقواق” وعالم لا يجدون فيه حسا لشيء اسمه حاكم ومحكوم وحكومة أو محكومة،عالم يبقى فيه الناس على فطرتهم كما خلقها الله تعالى،ويتمكنون من العيش فيه في حرية وفي أمن و سلام،لا يخشون فيه على سكن ليلهم ومعاش نهارهم إلا الله والذئب على غنمهم؟؟. مرة أخرى،ها هي حكومتنا غير الموقرة ترتكب في حق شعبها المستضعف المسكين جرما فظيعا وانتهاكا جسيما صريحا،فتغتال بكل عنترية توقيته القانوني للمملكة بلا خجل،وتستبدله بكل عنجهية بتوقيتها الدخيل البخيل على عجل،متبجحة بأنها قد أضافت على”غرينتش” العالمي ساعة،وما هي إلا زيادة بئيسة في إطار مسلسل ما أدمنته من زياداتها لتحطيم القدرة الشرائية للمواطنين في المحروقات والتقاعد والتعاقد والاقتطاعات..،لعلها تجني من ورائها بعض ما تملئ به خزينتها،والتي لا يدري أحد على أرض الواقع مع الأسف على من يعود ريعها ولا حصادها،حتى تساءل جلالة الملك أين الثروة،ولماذا لا يظهر أثرها في واقع المواطن بالشكل المطلوب،وقال شيء ما ينقصنا،والمغرب يسير بسرعتين؟؟،واليوم لم يمنعها كل هذا من أن تتجرأ على الباقية الباقية من الحصانة المعنوية والصحية والنفسية للمواطنين رغم أنها لن تأتيها في الحقيقة بدرهم ولا دينار بقدر ما ستجلب عليها من السخط والاحتجاجات والمشتكى إلى الله بأقبح الدعوات..،هشاشة تحالفها الهجين ونموذجها التنموي الفاشل على أرض الواقع في أمس الاستغناء عنها؟؟. مرة أخرى،ها هي حكومتنا غير الموقرة قد دقت عليها ساعة الحقيقة و دخلت في امتحان ساعة الحسم،مع الشعب صراحة أو ضده،حكومة تحكم أو مجرد أداة تنفيذ محكومة؟؟،لكنها بتصرفها الأهوج والأرعن واللاعلمي واللامنطقي واللاشعبي قد خرجت منهما منهزمة منكسرة ساقطة خاسرة،ويكفيها من السقوط والخسارة أنها قد عمقت فقدان الثقة فيها والتعويل عليها لا في النفير والحابل ولا في العير و النابل،وأنها قد خسرت وأسقطت بما لا يدع مجالا للشك كل الشعارات التي طالما تغنت بها،من ديمقراطية،وحقوق إنسان،ومقاربة تشاركية،وإرادة شعبية..والنموذج التنموي الجديد..و..و..؟؟،لتظهر لالة حكيمة على حقيقتها وتعود لالة حليمة إلى عادتها القديمة:”لا أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد”؟؟. قالت الحكومة أنها ستربح قدر ساعة من تكاليف الطاقة،وأنها ستوفر الوقت لقضاء المواطنين أغراضهم،وأنها قامت بدراسة في الموضوع،وأنها ستمنح الصلاحيات للمسؤولين الإقليميين والديرين الأكاديميين ليضعوا توقيتا مناسبا للدراسة والإدارة حسب أقاليمهم،وأنها..وأنها..؟؟. مرة أخرى وأخرى،ألا تعلم حكومتنا غير الموقرة أن كلامها الناصع غير صحيح وأن له أوجها أخرى قاتمة،وأشد ضررا وخطورة على الجميع بدء من نفسها،هل تستطيع الحكومة أن تعقد اجتماعا وزاريا على الساعة الثامنة أو جلسة برلمانية وتبثها على المباشر،وتظهر لنا تفاصيل الاستيقاظ إليها فجرا والتنقل إليها فخرا؟؟،هل تستطيع إجبار المسؤولين والمديرين والأطباء ممن ألفوا العاشرة والحادية عشرة صباحا والاجتماعات ظهرا والمقاهي عصرا على توقيت وساعة غيرها؟،أليست دراستكم من تلك التي تهدر عليها الأموال ولا تؤسس إلا للفشل؟،هل يوجد في العالم طبيب واحد ينفي الآثار الجانبية على الساعة البيولوجية للمواطن وما تخلقه لديه من توتر وكآبة لا تستقيم معها عمل ولا حياة؟،ألم يشكو الأساتذة الممارسون من أن الأطفال من حرمانهم وإجهادهم إنما يستكملون كل يوم نومهم في الفصول الدراسية؟،ألم يشكو المواطنون العديد من حالات الإعتداء عليهم في الظلام الباكر في غياب الأمن؟،ألا تشكو الأسر من التفكك الأسري وأنها لم تعد قادرة على جمع شمل أبنائها على مائدة منزلية طوال النهار؟،أي معنى للوحدة في ظل وطن توقيت قضاء الأغراض في إقليم هو توقيت فراغ خارج الدوام في آخر؟،ألا تعلمون أن السوق الأوروبية المشتركة التي تقلدونها قد تخلت هذه السنة نهائيا عن مثل هذا التوقيت الكارثة؟،ألا يستحق المواطن ساعة من الطاقة والبلاد ما فتئت تفتخر على أنها حققت إنجازات غير مسبوقة في الطاقات البديلة نور ونور…،أم”من لم يجعل الله له نورا فما له من نور”؟؟،الإشكال إذن حقيقي،وقد يتجرعه المواطن لأنه مكره على ذلك،لكن أين هي وسائل النقل،وأجهزة الأمن،والمطاعم الجماعية في قلب المؤسسات ومصاريفها وكلها لازمة لذلك؟؟. مرة أخرى وأخرى،كان الناس ينتظرون من الحكومة أن تكون بجانبهم كما وعدتهم في وعودها الانتخابية وتساعدهم على تحقيق مطالبهم وحل مشاكلهم التي لم تعد تطاق،فخرجوا في حراكات اجتماعية سلمية في الشمال وفي الجنوب كما في الشرق وفي الغرب،فصمتت حكومتنا دهرا ونطقت كفرا على غير المتعارف عليه دوليا؟؟،وطالب المواطنون بتمتيعهم بحقهم الدستوري في العيش الكريم والقدرة الشرائية المتحملة،فبقيت الأسعار في التهابها والأمور في التعليم والصحة والتشغيل والسكن على حالها بل في تدهور مستمر،وكأنها قد قالت لهم:”الساعة لله..ليس بالإمكان أكثر مما كان”؟؟،طالب الناس المعطلون بالتشغيل والمشغلون بالزيادة في الأجور أو على الأقل الحفاظ على المكتسبات فقالت لهم في زيادة تقاعدها وفرية تعاقدها:”الله الله..التشغيل فين هو..الله الله..الزيادة في راس الأحمق”؟؟.وها هي اليوم تورط نفسها في ورطة التوقيت في غير التوقيت،وأكيد أنها الحكومة وستقول لكم:”ها أنا قد زدتها ولن أتراجع عنها..فمن يعتقد منكم نفسه رجلا فليزلها..أو فقط يخالفها”؟،وأكيد أنها ستظهر أمامها التجربة المرة للمقاطعة الشعبية الأخيرة لبعض المنتوجات الجشعة،والتي لم تستطع اتجاهها اتخاذ أي أجراء حرصا على هيبتها المزعومة؟؟،وكل ذلك في الأول وفي الأخير لن يسعفنا من الخروج من مغرب يسير بسرعتين إلا إلى مغرب يسير بساعتين،ساعة حكومة مكروهة ومفروضة وساعة شعب مرغوبة وممنوعة؟؟. وعلى أي،ربما أحسن رد في واقعة هذه الحكومة الشاردة وساعتها الإضافية المشؤومة،ما حكي عن أحد سكان القلاع المحصنة والمداشر القديمة،أيام كانت القبيلة والجماعة السلالية(السلطة الحاكمة آنذاك)تغلق على الجميع باب القصر والقلعة،فلا يخرج أحد من الداخل إلى مآربه ولا يدخل أحد من الخارج إلى أهله،إلا بإذنها وبوابها وفي توقيتها أو توقيته الذي يرتضيه هو لا الذي يخدم مصالح الناس وهم أدرى بها،ضاق السيد وكان يدعى الطالب أحمد رحمة الله عليه،ضاق بهذا التصرف وهو الذي كان مجرد إسكافي يسترزق الله في الأسواق الأسبوعية المجاورة،والتي بهذا التصرف القبلي/الحكومي لا يتمكن من الوصول إليها عبر دراجته الهوائية في ساعة الخير ليتسلم مثل زملائه ما سيصلحه من أحذية الناس في الوقت المناسب أي وقت الوفود المبكر للناس على السوق،فما كان منه إلا أن بادر وخرج من القصر وأسواره بالمطلق،فكان أول من بنى له بيتا خارج القصر في الضواحي،منحه الحرية التي يعشق ويتنفس ويحتاج،وما مرت بعض السنوات حتى خرج جميع السكان تقريبا من القصر الواحد تلو الآخر،واحتدوا حدوه وبنوا لهم مثله بيوتا لهم خارج الأسوار،بيوت الحرية والاستقلال والقرار الذاتي قبل الجماعي،وإلى اليوم لا زال القصر التاريخي المسكين بأسواره فارغا مهجورا من السكان يلف أسواره وأسراره وأحجاره وأوقاته على أبوابه المتصدعة؟؟. والشيء بالشيء يذكر،أنا اليوم والعديدون مثلي خاصة ممن يفكرون في الإضراب الاحتجاجي العام بسبب الموضوع سنكون إسكافي هذا الزمان،ضد سلاليي و بوابي هذا وذاك الزمان،وسنعود إلى التوقيت القانوني للمملكة الذي هو توقيت”غرينتش”يوم السبت المقبل 28 أكتوبر 2018،فمن منكم ومنكن سيعود معنا،واليوم اليوم وليس غدا،من سيعود إلى التوقيت القانوني الصحي المعتاد للمملكة ويترك الحكومة تختار لها التوقيت الذي تشاء،ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الصالحات،ومن الصالحات ما حفظنا عن أئمتنا أن:”إذا صلى أحدكم بنفسه فليطل ما شاء،وإذا صلى بالناس فليخفف،فإن فيهم الشيخ الكبير ومنهم المستعجل ومنهم المريض..”،وبالقياس:”إذا شرع أحدكم لنفسه فليشرع بما شاء،وليستيقظ متى شاء،وليعمل كم وكما شاء،وإذا شرع للناس فليشرع بما يطيقون،فإن منهم..وإن منهم..وإن منهم..؟؟،على أي تذكروا أن الحكومة لا تستطيع العيش بدون شعب يحني لها ظهره فتركب عليه تفرض الإتاوات على الأرزاق وتضع السكاكين على الأعناق،ولكن الشعب يستطيع العيش بدون حكومة ولو في جزيرة “الوقواق”،ولكنه “واقواق” يبقي فيه الناس على فطرتهم كما خلقها الله تعالى،ويتمكنون من العيش فيه بحرية وفي أمن و سلام،لا يخشون فيه على سكن ليلهم ومعاش نهارهم إلا الله والذئب على غنمهم؟؟.