« الساعة لله » .. هذا هو لسان حال حكومة بنكيران منذ استقالة وزراء حزب الاستقلال، وهو كذلك لسان حال الشعب المغربي مع قرارات هذه الحكومة. حتى أن الحكومة لم تعد قادرة على اتخاذ قرار بسيط لتمديد أو توقيف العمل بالساعة الإضافية، واضطر السيد بنكيران إلى جمع وزرائه في عطلة نهاية الأسبوع لاتخاذ قرار تمديد العمل بالساعة الإضافية لمدة شهر. والمشكل هنا ليس مشكل الساعة الإضافية، بل الطريقة التي تتخذ بها هذه الحكومة قراراتها. المشكل ليس مشكل « حكومة »، بل مشكل « حكامة ». والمصيبة الكبرى أن الحكومة تتوفر على وزير منتدب مكلف بالحكامة ووزير آخر مكلف بتحديث القطاعات، ومع ذلك لم تستطع الحكومة أن تتخذ قراراً إلا في « الدقيقة 90′′. وإذا كانت حكومة بنكيران غير قادرة على اتخاذ قرار بسيط بخصوص « ساعة إضافية » إلا في الوقت الضائع، فكيف سينتظر منها المغاربة أن تسير بلاداً بأكملها بهمومها ومصائبها ؟ هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها الحكومة ارتباكها وتخبطها، لأنها ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها الحكومة قرارات بهذه الطريقة. كلنا نتذكر يوم قرَر رئيس الحكومة الزيادة في أسعار المحروقات للمرة الأولى، وأعلن ذلك في عطلة نهاية الأسبوع حتى دون أن يعرف كل وزراء الحكومة بذلك، وتلقوا الخبر مثلهم مثل المواطنين عبر وكالة المغرب العربي للأنباء. وكلنا نتذكر يوم جمَدت الحكومة 1500 مليار سنتيم من ميزانية الاستثمار العمومي بنفس الطريقة، ويوم قرَرت الحكومة الزيادة في أسعار المحروقات للمرة الثانية بنفس الطريقة. بل وأكثر من ذلك، فكلنا نتذكر كيف خرج نجيب بوليف، الوزير المنتدب المكلَف بالشؤون العامة والحكامة، شهراً قبل قرار الزيادة لينفي جملةً وتفصيلاً نية الحكومة في إقرار زيادة في الأسعار، مع أن وكالة « رويترز » الدولية للأنباء أكَدت خبر الزيادة في شهر يونيو. الطريقة التي اتخذت بها الحكومة قرار تمديد العمل بالساعة الإضافية تبين بالملموس مدى التخبط الذي تعيش فيه حكومة بنكيران، وهي أكبر دليل على غياب تام لأي تخطيط لا على المدى القصير، ولا المتوسط، ولا البعيد. هم فقط مجموعة من الوزراء يلتحقون بمكاتبهم لتصريف الأعمال، وليس هناك أي رؤية أو برنامج متكامل للعمل. والحكومة الموقرة تتوجه اليوم لتدبير ملف مشروع قانون المالية 2014 بنفس الطريقة، فليس هناك إلا حد الساعة أي أثر لمشروع ميزانية 2014. والحكومة تتجه نحو إعادة نفس الخطأ القاتل الذي ارتكبته سنة 2012 عندما أخرت قانون المالية 6 أشهر، وهو ما أدَى إلا كل الكوارث الاقتصادية والمالية التي نعيشها منذ عامين. هي فقط حكومة « الساعة لله ولي بغا يربح لعام طويل »، والمغاربة ينتظرون منذ أشهر أن يكشف رئيس الحكومة عن تشكيلة الحكومة الجديدة أو الإعلان عن انتخابات مبكرة. ولكن السيد بنكيران مصر على تمديد فترة الانتظارية التي يعيشها المغرب، والتي يؤدي ثمنها المواطنون والإقتصاد الوطني. الحاصول .. العالم يعيش بتوقيت « غرينتش » والمغرب يعيش بتوقيت « بنكيران » .. لخبار فراسكم