قامت ساكنة دوار أنفك التابع ترابيا لجماعة أفورار إقليمأزيلال بقطع الطريق المؤدية إلى مطرح النفايات للمطالبة بتوفير الماء الصالح للشرب بالشكل الكافي والدائم خاصة في عز الحرارة المفرطة التي تعرفها المنطقة خلال هذه الأيام. وقال المحتجون في تصريحات متطابقة للجريدة إن ساكنة دوار أنفك قبلوا بإقامة مطرح النفايات بالقرب من دوارهم مع ما يشكله ذلك من ضرر لهم مقابل التزامات المجلس الجماعي منذ سنة 2003. ويأتي على رأس هذه الالتزامات توفير الماء الصالح للشرب عبر إيصال أنبوب الماء من تلات إلى أنفك، إصلاح وترميم الطريق الرابطة بين الدوار والطريق الجهوية الرابطة بين أفورار وأزيلال،التنسيق مع وزارة التربية الوطنية لإحداث حجرتين دراسيتن بالدوار مع توفير الملك الكافي لذلك من طرف السكان، تخصيص منصب عون مصلحة من أبناء سكان دوار أنفك، إعطاء امتياز في جمع ونقل النفايات من سكان دوار أنفك وإصلاح أغبالو (عين) أنفك. ويضيف المحتجون أن السبب الرئيسي لاحتجاجهم المتكرر كل سنة هو الماء الذي يعتبر حقا أساسيا من حقوق المواطنة، مؤكدين أن دوار أنفك من أقدم دواوير جماعة أفورار غير أنه لم يستفد من التزود بالماء الصالح للشرب إسوة بباقي الأحياء التي أحدثت بعده، مما يدفع نساء وأطفال الدوار إلى البحث عن هذه المادة الأساسية في مناطق أخرى، الشيء الذي يسبب معاناة يومية إضافية لنساء وأطفال الدوار. وطالب المحتجون بتوفير هذه المادة الأساسية في منازلهم وهم مستعدون بتسديد ما استهلكوه من الماء إسوة بباقي المواطنين. وتضيف سيدة أخرى أنه لا يليق بمجلس جماعي أن يوقع محضرا سنة 2003 يؤكد فيه أن إقامة المزبلة بالقرب من دوار أنفك شرط لتزويد ساكنة الدوار بالماء، وهو ما يعبر احتقارا لهذه الساكنة على حد قولها، لأنه من حق ساكنة أنفك أن تستفيد من الربط بالماء الصالح للشرب كحق من حقوقها الأساسية. وتضيف ذات السيدة أن من المطالب الأساسية الأخرى توفير مدرسة فرعية بالدوار لتجنيب أبنائهم التنقل اليومي لمسافة 4 كيلومترات إلى مركز أفورار رغم حداثة سنهم وعدم قدرتهم على ذلك، مستحضرة حادثة سير وقعت لستة من تلاميذ الدوار حيث صدمتهم سيارة على الطريق الجهوية الرابطة بين أفورار وأزيلال حالت الألطاف الإلهية دون وقوع ضحايا بينهم، مؤكدة أنه من المطالب الملحة توفير قسم التحضيري والثاني على الأقل خصوصا وأن البقعة الأرضية الخاصة بذلك متوفرة. وعلاقة بقطع ساكنة أنفك للطريق المؤدي إلى مطرح النفايات ومنعهم لشاحنات نقل الأزبال من المرور لإفراغ حمولتها فإن مركز أفورار يعرف كارثة بيئية بسبب تراكم الأزبال منذ الجمعة الماضية، الشيء الذي حول أماكن جمع النفايات إلى نقط سوداء تهدد سلامة المواطنين بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منها. وأمام هذا الوضع الغير الطبيعي فقد قامت السلطة المحلية ورجال الدرك الملكي وممثل عن المجلس الجماعي بفتح حوار مع المحتجين منذ اليوم الأول لكن دون نتيجة تذكر، كان آخرها ليلة أمس الثلاثاء 7 غشت 2018، حيث حل كل من رئيس المجلس الجماعي لأفورار وبعض أعضاء المجلس الجماعي إلى جانب قائد قيادة أفورار ورئيس الدائرة ورجال الدرك الملكي، وحاولوا فتح حوار مع المحتجين لفهم دواعي الاحتجاج والبحث عن الحلول الممكنة. واستعرض شباب دوار أنفك مجموع المطالب أمام رئيس المجلس الجماعي، الذي أكد أن المحضر يعود لسنة 2003 وأنه لم يوقعه لأنه لم يتحمل مسؤولية المجلس آنذاك، مضيفا أن المجلس يبدل قصارى جهده من أجل تأهيل جميع دواوير الجماعة ومن بينها دوار أنفك وأن المجلس يقوم سنويا بأداء ما يقارب 16 مليون سنتيم عن الماء الخاص بأنفك، وأنه قام بتبليط الطريق المؤدية إلى الدوار. وأضاف أن الجماعة رغم أنه ليس من اختصاصها توفير الماء الصالح للشرب الذي هو من اختصاص المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، حيث تمت المصادقة في دورات عديدة للمجلس على رفع ملتمس ل ONEP لتزويد دواوير أفورار من بينها أنفك بالماء لكنها لم تقم بذلك، فرغم ذلك يضيف الرئيس فإن المجلس تحمل مسؤوليته في توفير هذه المادة الحيوية للساكنة داعيا إلى انتخاب مكتب للجمعية المسيرة للماء يكون في المستوى للاضطلاع بتسيير هذا المرفق الحيوي في انتظار قيام المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بمسؤوليته، غير أن انعدام شروط الحوار عجل بإنهائه ليغادر المسؤولون المكان، وبقاء الساكنة لتضرب موعدا جديدا للاحتجاج إلى حين تحقيق المطالب. ومن جانبهم قال المحتجون إن دوار أنفك يعيش التهميش وطالبوا بإتمام الطريق المبلطة إلى نهايتها، وتزويد منازلهم بالماء والعدادات للحد من التسيب الذي يعرفه تدبير هذا المرفق خاصة وأنم اتهموا رئيس الجمعية باختلاس أموال المنخرطين، إضافة إلى تأكيد مدير المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب قطاع الماء أن الكمية التي استهلكت من الماء الصالح للشرب بدوار أنفك خلال يومين هي 240 طن وهي كمية كبيرة، متسائلا أين تذهب هذه الكمية إذا كان الماء لا يصل إلى الكثير من المواطنين أو يصل بكميات قليلة ولوقت قصير. وأمام هذا الوضع الغير الطبيعي أصبح لزاما على الجميع تحمل مسؤوليته والتدخل من أجل نزع فتيل الاحتجاج والقيام بما يمكن القيام به لمصلحة ساكنة أنفك خصوصا وساكنة جماعة أفورار عموما.