أصبحت مدينة أفورار تعيش حالة شاذة ،إذ منذ أزيد من شهر و نصف بالتمام و الكمال لم يتم جمع النفايات بها، فتخيلوا معي شكل ومظهر مدينة يفوق تعداد ساكنتها عشرون ألف نسمة هذا هو حالها كل هذه المدة وهي مرشحة أن تطول أكثر ما دامت بوادر الانفراج و الحل لم تلح في أفق المجلس الجماعي و السلطات المحلية بعد ،فأينما وجهت بصرك بكل أحياء و أزقة أفورار إلا تصدمك الأكوام المكومة من الأزبال التي تنبعث منها روائح تزكم الأنوف الشيء الذي جعل بلدة أفورار مزبلة بامتياز ،مما يهدد صحة المواطنين وينذر بكارثة بيئية وشيكة ويشوه جمالية البلدة التي تعتبر بوابة إقليم أزيلال. وقصة أفورار مع مشكل النفايات قديم وذو سجون فبعد أن أقيم مشروع توليد الطاقة الكهرومائية بواسطة الضخ بمطرح الأزبال القديم بدوار ورلاغ ،عاشت الساكنة مشكلة من نفس النوع مما دفع بالمجلس القروي لأفورار إلى البحث عن مطرح جديد فلم يجده إلا بشق الأنفس وكان ذلك بمحاذاة دوار أنفك حيث تم توقيع اتفاقية مع ساكنة هذا الدوار مقابل قبولهم بتواجد المطرح بالقرب من منازلهم من أهم بنودها :بناء حجرتين دراسيتين لأبناء الدوار المتمدرسين ، وبناء سور حول المطرح لمنع توسعه ، واستئجار حارس لهذا المطرح من بين ساكنة أنفك ، وتفويت عملية جمع النفايات لأصحاب "بكوبات" من الدوار ، القيام بعملية التشجير بالقرب من المطرح،ثم تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب . هذه البنود لم يفعل منها إلا النقطة الأخيرة ، ومع ذلك ظلت ساكنة أنفك صابرة أمام الأمر الواقع إلى حين هطول الأمطار الأخيرة التي تسببت في انسداد قناة الماء الشروب بالأوحال وهي الوحيدة التي تزود الساكنة بالماء فبدأت معاناة الساكنة في البحث عن الماء مستعملين الدواب وظهور النساء وأيدي الصغار، إنها مأساة حقيقية بامتياز لازال العديد من دواوير المنطقة يعانون منها،وأمام تجاهل المسؤولين لمحنتهم وعدم تدخلهم العاجل لتسريح القناة وتنظيفها من الوحل وإنهاء مأساة هؤلاء ، قامت ساكنة أنفك بقطع الطريق المؤدية إلى المطرح بالأحجار،فتدخل رئس الدائرة وقائد أفورار لحل المشكل ، غير أن فصلا آخر من فصول هذه الأزمة بدأ مع هطول الأمطار الأولى من هذه السنة الشيء الذي أدى إلى حفر الطريق مما جعل مرور ناقلات الأزبال شيئا مستحيلا وتدخل قائد منطقة أفورار لإصلاح الطريق أمام انعدام تام لأي مبادرة من طرف أعضاء المجلس الجماعي البؤساء ،غير أن الأمطار الأخيرة أبت إلا أن تنسف مجهودات القائد فتذهب هباء لأن المشروع في أصله مغشوش صرفت من أجله ثلاث ميزانيات بدون دراسة تذكر ،هذه باختصار شديد فصول مسرحية قديمة جديدة اسمها "مأساة ساكنة أفورار مع الأزبال" ومع الصمت المطبق للساكنة المغلوبة على أمرها وهيآت المجتمع المدني وللأحزاب السياسية التي لا يظهر لأغلبها أثر إلا في الإنتخابات أصدر حزب العدالة والتنمية بيانا بتاريخ 7نونبر 2008 أشار فيه إلى هذا المشكل الذي" عجز المجلس القروي عن اتخاذ التدابير اللازمة لإيجاد حل لهذه المعضلة التي تولدت عن انعدام دراسة تقنية للمطرح وعدم وفاء المجلس بالتزاماته تجاه ساكنة أنفك ." وأمام هذا الوضع الشاذ فإن المجلس القروي بأفورار مطالب بتقديم استقالة عاجلة والإعتذار من الساكنة التي انتخبتهم ،فالمجلس العاجز عن تدبير جمع الأزبال و توفير الإنارة العمومية الكافية وتهيئة الأزقة والشوارع والحفاظ على جمالية البلدة والسهر على راحة المواطنين وجوده كعدمه.