تعاني ساكنة جماعة التمسية بضواحي ايت ملول، من تنامي تكدس الأزبال بالأحياء وأزقة الجماعة بشكل مقلق، وقال عدد من ساكنة الجماعة في إفاداتهم ل«المساء» إنه مباشرة وبعد منع المطرح الجماعي بوادي سوس إثر إرسالية وجهت بهذا الخصوص من طرف وكالة حوض الماء إلى عامل الإقليم، تفاقم مشكل الأزبال بحدة وأضحت ساكنة المنطقة تجد صعوبة بالغة في تصريف نفاياتها المنزلية بشكل طبيعي، حيث تحولت في هذا الصدد مجموعة من الأزقة إلى مطارح عشوائية يتم من خلالها تكديس أكوام من الأزبال، وهو ما بات يخلف استياء عارما وسط الساكنة، خصوصا مع انتشار الروائح النتنة وتلوث المحيط البيئي عموما. وأضاف ساكنة الجماعة أن المجلس الجماعي بات عاجزا عن تنفيذ مطالب الساكنة، وإيجاد حلول آنية لمشكل النفايات على اعتبار أن المجلس لا يتوفر سوى على شاحنة وحيدة تتم الاستعانة بها لشحن النفايات إلى المطرح الجديد بمدينة أكادير على نحو مسافة تزيد عن 50 كيلومترا ذهابا وإيابا، بعدما تم الاتفاق في هذا الإطار مع الشركة المشرفة على تدبير النفايات مقابل سومة مالية تصل إلى نحو 120 درهما للطن الواحد من النفايات، واستطرد هؤلاء، أنه وفي غياب أسطول كاف من شاحنات نقل الأزبال فإن بعض الأحياء باتت تنتظر وصول هاته الشاحنة الوحيدة حتى ساعات متأخرة من النهار قصد شحن النفايات إلى مدينة أكادير، في حين تحولت أحياء أخرى بعيدة إلى مرتع خصب لطرح النفايات في انتظار شحنها، بعدما كانت مجموعة من العربات المجرورة تقوم بهاته المهمة قبل منع المطرح القديم. إلى ذلك، قالت مصادر «المساء» إن اجتماعا طارئا عقد بحر الأسبوع المنصرم بمقر دائرة ايت ملول، حضره مسؤولو المجلس الجماعي وباشا المدينة وممثلين عن المجتمع المدني، تم من خلاله تدارس الوضعية الحالية لتفاقم مشكل النفايات والحلول المقترحة للخروج من هاته الأزمة، وقد أكد ممثل السلطة المحلية، خلال هذا اللقاء، أن المجلس الجماعي للتمسية سيستفيد من مبلغ مالي تم رصده من طرف المجلس الإقليمي لعمالة إنزكان أيت ملول سيتم بموجبه اقتناء شاحنتين في محاولة لتجاوز أزمة النفايات، فيما اقترح رئيس المجلس الجماعي في هذا الإطار ضرورة تدخل المجتمع المدني للقيام بدوره في تحسيس الساكنة وتوعيتها بالمشكل المطروح، وكذا اقتراح بدائل تصب في مصلحة الجماعة للحفاظ على البيئة. وارتباطا بالموضوع ذكرت مصادرنا، أن غموضا يلف الأموال المستخلصة من لدن المسؤول عن استخلاص واجبات شحن الأزبال، حيث أكد بعض السكان أنهم لم يتوصلوا بوصولات عن قيمة المبالغ التي يدفعونها والمقدرة ب15 درهما لكل منزل، مما يطرح معه التساؤل عن الجهات المستفيدة من هاته العائدات المالية. يشار إلى أنه سبق أن حلت لجنة مركزية قادمة من الرباط بالمطرح الجماعي القديم بمعية السلطات المحلية بالمنطقة خلال الشهر المنصرم، حيث تم الوقوف على حجم الأزبال والنفايات التي كانت تطرح وسط وادي سوس لأزيد من ثلاثة عقود، مباشرة بعدما تسببت الفيضانات الأخيرة في جرف أطنان من هاته الأزبال إلى مجال قريب من محيط القصر العامر بأكادير، الأمر الذي نتج عنه انبعاث روائح نتنة وكذا تشوه جمالية المنطقة بالنفيات الصلبة التي ظلت عالقة بضفاف الوادي بعد توقف جريان المياه التي تصب مباشرة في شاطئ أكادير. وقد عملت اللجنة المذكورة على طمر الأزبال المتبقية بالاستعانة بجرافات داخل حفر عميقة في باطن الأرض، قبل أن تعمل على تحرير تقرير في الموضوع رفع إلى الجهات المسؤولة. ومن جانبه، قال رئيس جماعة التمسية في تصريح ل«المساء»، إن المجلس الجماعي واع بمشكل النفايات ومعاناة الساكنة في هذا الإطار، اعتبارا لضعف الأسطول المكون من شاحنة وحيدة وجرار، مضيفا أن مصلحة النظافة تعمل جاهدة لشحن الأزبال بالتناوب إلى غاية المطرح الجديد بأكادير رغم الإكراهات المرتبطة بارتفاع فاتورة المحروقات، واستطرد المصدر نفسه، أن المجلس عمل على إعلان صفقة لشراء آليات جديدة يمكن من خلالها تجاوز الأزمة، كما دعى المتحدث الساكنة إلى أن تعمل بدورها على تجنب إفراغ الأزبال الصلبة والمكلفة في الفترة الراهنة قصد التخفيف من حمولة الأزبال التي تناهز 12 طنا يوميا.