الحمد لله إخوتي الكرام لم أقرأ مثل مراثي العلماء للعلم ولم يدمع عيني مثل مدح العلماء لبعضهم فهم اهل اللغة والادب إذا تكلموا وزنوا وإ ن نطقوا أبلغوا وإن مدحوا وفوا المديح ووضعوا القوافي اماكنها وأعطوا للعقول مبتغاها ،ولقد وجدت من صالح القول أن أعرف بشيخ جليل علمني ففهم ووعظني فقوم فهو في ذكر الموت يريك عبرات الصدور وأهوال القبور ،و هو في الصلاة يزين لك سمات الصالحين وطول وقوف العابدين وآهات المتكلم ين في حضرة رب العالمين ،وهو في الادب بستان ينعت ثماره وتلونت ازهاره وتكلمت أطياره ،وهو في النحو محكم الافعال ومفصل الاقوال لله ذره من جامع متواضع وبحر شاسع وعالم بارع .سعيد الكملي عالم المغرب الاقصى دكتور زمانه ولؤلؤة أيامه زرع أنبت بعد قحط فنفع الله به، رزقه ربي الاخلاص وهدى به الى صراط مستقيم قد كنت أحسب العلم غار يا سعيد ونفرته القلوب فدمعي يجري ويعيد لقد كسدت ساحاته وهوت منابره وخرست السنته فماله رواد فمال بني الاسلام نزلوا من عليائه ورضوا بالحضيض وكانوا به اسياد فلا حديث تلقى الاسوق خنى ولا بالكتب ادب ولا فيها جديد خوت زواياه ودكت اوطانها وسدت ابوابها وهجرها المريد لقد كانت تحكي من كل صنوفه وكان لها نسج فالنسج كان فريد فعاد الجهل يخيم بكل الوانه ونام العلم فمناره منبوذ الا كل ستر يزول ويفنيه البقا وستر العلم لا تهلكه ذئاب ولا اسود فقد احييته بهمتك ياسعيد واوليته قلبا حافظا فأنت السديد وزينته في ساحة كل جامع واعليت بنيانه وكنت له مجيد فمن كل صنف تصوغ مقالة ومن كل أدب انت الشيخ السديد فكم نثرت مجالسك من رائعة وكم من خفية اخرجتها فهي تفيد تجوب المشارق والمغارب تارة وتأوي الى رباطك انى تريد فهل في بقاع الارض من له صولة فيباري سيفك الصلت الشديد وهل في الحديث من له مقالة فيجاريك انك في الحديث عميد اذا خضت فيه وعتك كتبه فهي مفتوحة والاوراق بها تميد فعلم البخاري وعلم مسلم وعلم النسائي والترمذي كلهم لك جنود لا تخذلك اذا حدثت ذاكرة ولا انت بالساهي عن علمهم ياسعيد فيا سعيد كم قرعت ادني ومسمعي وكم اسلت دمعي بابي حازم يا سعيد اذ هو في وعظ سليمان متبختر مالنا غير دار البقاء ان لها الورود وفي علم المذاهب صرت سائحا فتقت خلفها وما كان بها عنيد فخبرني من هداك سبل الهدى ومن أعطاك الفقه ورباك يا سعيد كملت بالعلم اذ احييت موته وزنت رياضه فالحسن فيك فريد بالوافي رشيد