ذ.جمال اسكى : بدأ موسم " التشناق الإنتخابي" على بعد بضعة أشهر من الإنتخابات البرلمانية للسابع من أكتوبر المقبل. بدأ " شناقة الإنتخابات" في وضع خطط جهنمية للحصول على تزكيات " أحزاب الكارتون" التي بدورها تبحث عن الأعيان وذوي النفوذ لانتزاع مقاعد داخل " القبة" بغض النظر عن الكفاءة و النزاهة والرصيد النضالي... وهنا تلتقي رغبة الشناقة مع رغبة الدكاكين الحزبية قيتزوجان زواج مصلحة و الضحية هو الشعب.. و الضحية هي التنمية.. و الضحية هو إقليمأزيلال المنكوب... إقليمأزيلال، في السياسة و الإنتخابات، له "منطق" خاص و " ذوق" خاص و " طقس إنتخابي" خاص... و في الحقيقة فلا منطق و لا قانون ولا ذوق و لا ضابط يحكم الممارسة الإنتخابية بالإقليم. قد يجادل أحد ويقول أن هذا ديدن المغرب كله، وهذا صحيح نسبيا ولكن إقليمأزيلال يحطم الرقم القياسي و يتجاوز كل التصورات ويتربع على عرش الضحالة و السفسفة الإنتخابية... يعتبر إقليمأزيلال، بجباله و قراه النائية المقطوعة الأوصال، عاصمة للتهميش والفقر والبؤس والحرمان و الفساد والإستبداد... ولذلك فهو يستحق نواب برلمانيين من طينة خاصة، و من طراز نضالي عال جدا حتى تصل مطالب و أصوات تلك الأغلبية الصامتة المقهورة إلى مراكز القرار. إقليمأزيلال يحتاج من ينقل هموم ساكنته و يدافع عنهم بشراسة في البرلمان وفي اللجان وفي حقهم في الميزانيات المرصودة لمحاربة الفقر والهشاشة والتنمية القروية وفك العزلة وتمدرس الفتاة... إقليمأزيلال في حاجة إلى من يمثلون حقا وفعلا أولئك المسيين و المنفيين في الأقاصي والأعالي و يلفتوا أنظار الدولة المغربية بمختلف مكوناتها إلى الوضع البئيس و الذي لم يعد مسموحا به في القرن الواحد والعشرين وبعد دستور 2011 و مغرب العهد الجديد... إقليمأزيلال يحتاج و سكانه المحرومين في حاجة إلى من ينوبون عنهم بقوة وأمانة وصدق و جعل مصلحتهم أولوية قصوى و إحراج الدولة ودفعها إلى إعلان إخراج إقليمأزيلال من بؤسه وحرمانه وفقره أولوية وطنية. عندما طرحنا سؤال : هل أنت راض/ية عن برلماني دائرتك على صفحتنا على الفايسبوك، كانت الأجوبة كلها تعبر عن التذمر و الإحباط واستعمل متابعينا لغة قاسية و غاضبة في التعبير عن عدم رضاهم عن برلماني إقليمأزيلال. فالكل مجمع على أن آخر لقاء بالبرلماني كان في الحملة الإنتخابية و بعد التصويت عليه وانتخابه اختفى عن الرادار الشعبي و تنكر لكل وعوده... تساءل البعض تهكما وسخرية: هل في أزيلال برلمانيين؟ هل في أزيلال ممثلين للأمة؟ هل في أزيلال نواب الشعب؟... نعم ، أيها الإخوة والأخوات، هناك في إقليمأزيلال " كائنات" أكثر من مجرد برلمانيين و نواب وممثلين... في إقليمأزيلال هناك برمائيين يعرفون كيف يمشون في الأسواق وكيف يخالطون " الشعب" في الأعراس والجنائز، وكيف يوزعون الوعود كما يوزعون الهدايا على أقربائهم ... ثم إذا انتخبوا، و" قطعو الواد ونشفوا رجليهم"، صاروا سباحين ماهرين وغواصين في البحث عن مصالحهم الشخصية و عن صفقات مربحة و عن مستقبل زاهر لامع لأبنائهم... نعم في إقليمأزيلال ممثلين بارعين يمثلون علينا، دونما الحاجة إلى دراسة الفن المسرحي والتنشيط الثقافي، فقد تعلموا " فن التمثيل" من خلال دروس مكثفة وتجربة طويلة في " التشناق الإنتخابي". يتقنون الظهور بمظهر التقوى والورع وفي الجمع والجماعات. يحسنون "فن" الإنصات والمخالطة في الأعراس والمناسبات... ثم إذا " تمكنوا" و جمعوا الأصوات في الصناديق، تفرعنوا وأخرجوا الأنياب والمخالب و نسوا كل شيء.. ثم إذا ما اقترب " موسم التشناق" عادوا لسيرتهم " البشرية" الأولى... طبعا لا يمكن الحديث عن حصيلة برلماني أزيلال، ببساطة لأنها لا توجد، فكل ما يمكن الحديث عنه هو الإحباط و التذمر والغضب والخذلان و التكر للوعود... فلا استفسارات كتابة ولا أسئلة شفوية و لا إنجازات ميدانية و لا جولات استطلاعية و لجان تحقيقية ولا لقاءات تواصلية... لا شيء يذكر. ومن باب ربط المسؤولية بالمحاسبة ولأن السادة النواب، عفوا، النوام المحترمون قضوا خمس سنوات إلا قليلا، وهي مدة كافية للقيام " بشيء ما"، فإننا نسائل هؤلاء " الممثلين بلا تلفاز" عن وعودهم التي تبخرت و عن المسؤولية التي ضُيعت و عن الحصيلة التي تحولت إلى "حصلة"... ننتظر أجوبتكم ثم لنا عودة للموضوع...