حميد رزقي : منذ أكثر من أربع سنوات ونحن نداعب أدان المسؤولين عن وضعية ساكنة حي جيرولا بدوار بوعزير بجماعة أرفالة الذين يعانون الأمرين بسبب غياب شبكة الربط الفردي بالكهرباء ونعود اليوم، وكما جرت العادة لنعيد السؤال ونحن على يقين أن “إلحاحية” هذا المطلب تزداد أكثر في فترات الصيام، ولأننا نعتقد أن هؤلاء السكان من حقهم أن يعيشوا على غرار ما يخوله الدستور لباقي الآدميين من هذه الأمة. وسكان حي جيرولا الذين يقولون أنهم كانوا ضحية حلم يقظة، فقدوا على إثره منازلهم الأصلية ووجدوا أنفسهم بين مطرقة أهل القبيلة وسندان السلطة والمجلس الجماعي المنتخب، يعيشون منذ أزيد من عقد من الزمن خارج الزمن المغربي، وفي كل احتجاج يُواجَهون بخطابات رنانة تشجب هذه الوضعية وتلْعَن من كان السبب، وتُقدم من الوعود ما يغسِل أحزان السنة بكاملها، وفي الأخير يجتر التاريخ نفسه، والتغيير الوحيد الذي يحدث هو ذاك الذي يطال المسؤولين الذين كلما رحلوا يُرحِّلُون معهم أحلام الساكنة وآمالها، لتعود الحياة إلى مجراها ببؤسها وشقائها، وتعود الأكاذيب والوعود الزائفة لتُطفئ من جديد غضب الساكنة، وترسم على صفحات التاريخ “خروقات” نوعية في حق عشرات الأنفس التي لازالت تعيش في الألفية الثالثة بدون كهرباء لأسباب تقول السلطة أنها مستعصية، دون أن تستحضر هذا الاستثناء في الحملات الانتخابية السابقة حيث كثيرا ما يكون هؤلاء الفقراء بوصلتها. والآن، وبعد سنة أخرى من الانتظار، وحتى لا نجتر نفس الأسئلة، يلتمس شباب حي جيرولا من أعلى سلطة إقليمية، فتح تحقيق في هذا الموضوع، ويقولون أن الأمر لم يعد يرتبط فقط بالربط الفردي بالكهرباء، إنما أيضا بالمستفيدين الحقيقيين من المشروع، والتزامات الشركة تجاه الساكنة، كما تلتمس توفير الحق في الحصول على المعلومة للكشف عن المتورطين الفعليين، وعن ملابسات هذا الملف الذي عمر طويلا وافرز هذا الواقع المستعصي على الحل. وبالموازاة، يطالبون من الجهات المعنية الكشف عن مصير مشروع “السقايات”، وتحديد الجهة المسؤولة عن فشله خصوصا وأن بعض المصادر تؤكد على أن الجماعة كانت شريكا حاضرا في وضع خريطة السقايات. ويدعون إلى جانب ذلك إلى استحضار واقع الدوار في توزيع المشاريع التنموية التي يشيرون على أنها طالت مواقع دون أخرى لاعتبارات انتخابية، ويتساءلون بنوع من المرارة عمّا منع آليات العمالة (الجرافة) من دخول الدوار، وعمّا إذا كان لذلك علاقة بالاستحقاقات الأخيرة، ويشددون على ضرورة إصلاح الطريق الوحيدة التي تربط بناية مقر الجماعة والدوار بالعالم الخارجي وتأهيل الخدمات الصحية والخدماتية بالجماعة