الشريف السداتي : أخرج الفرنسي “روني أولوج” شخصية الشاعرة المتمردة والأصيلة “مريردة نايت عتيق” من رماد الأسطورة والنسيان الى الواقع الحي كما يخرج طائر العنقاء الفينق من رماده. روني اولوج أحتفى بالشعر الامازيغي وبشخصية مريردة نايت عتيق واعطاها بعدا كونيا من خلال كتاب دون فيه أشعارها “LES CHANTS DE LA TASSAOUT “،والذي كتب مقدمته الأديب والسياسي السينغالي الكبير ليوبولد سيدار سنغور . روني أولوج مخرج شخصية مريردة المتمردة الأمازيغية الحرة شاءت الصدف ان يمر سنة 1927 بجبال الاطلس الشامخة شموخ أهلها ويكتشف مريردة المرأة التي كانت تفيض جمالا وعفوية وقوة وعذوبة ،إمرأة تنظم الشعر وتنشده تزرع الكلمات والأشعار حول الحب والأرض والحياة ،إمرأة هربت من أحد قرى تساوت في إتجاه أحد الاسواق المنزوية بأزيلال لتقف أمام الرجال بقوة شكيمة متحدية الواقع والتقاليد والأعراف متمردة على كل الأغلال . مريردة تنظامت هكذا كان قدرها أن تعيش متخدة من سوق أزيلال ملاذا ومنبرا تعتليه لإلقاء كلماتها و أشعارها الملتهبة والمتدفقة كتدفق شلال،أتهمت بالسفور والفسق والعهر لكن عشقها للحرية والإباء والسمو جعلها كنسر كاسر يحلق فوق براري وقمم الاطلس الشامخة. مريردة نايت عتيق المزدادة بمكداز بتساوت العليا أحد قرى الاطلس التابعة لأزيلال ،شكك البعض في وجودها الى درجة أن جعلوا منها أسطورة إختلقها روني أولوج الذي سحر بعبق الشرق ونسائه الفاتنة وتقاليده الموغلة في التاريخ،ترجمته لأشعارها من الامازيغية ربما لن تكون بقوتها الأولى يقول عنها :”وجدتني متوحدا روحيا مع هذه الفتاة المتوحشة التي اكتشفت في دواخلها روحا مفعمة بالحماسة والكرم…مريردة ينبعث منها عطر الياسمين ،مريردة مستعدة للانسياق خلف غنائيتها الملتهبة أو كآبتها الجنائزية”.