يبدو ان الحديث عم ما يسمى ( مريريدة نايت عتيق) اصبح فضفاضا وأصبح يتخد منحا اخر والذي يمكن ان يقودنا ويقود مهمتمي بهذه الشخصية الى عشق صهيل الحرف...والى كلام محيط بأبراج من الابهام, ,وصحيح ان الغموض في هذه المسألة يزيد من اهتمامنا لكن ادا توفرت له بعض عوامل الابهام...اما اذا كان من اجل اتباث شيء ليس له محل من الاثبات فسنشعر وجميع القراء اننا لا نقرأ سوى بعض الخرافات الممزوجة بالخيال ,الغرض منها هو نشر ايديولوجة ما او تشويه صورة مجتمع ما. انه الم سكن صدري مند ما قرأت وتوسعت في القراءة عن ما يسمى ''مريريدة'' نايت عتيق لاجد في مجتمعي الصغير اولا ''ايت عتيق'' بين ما ينفي وجودها وبين من يؤكد وجودها...ثم ثانيا في المجال الاعلامي المقروء والمسموع بحيث اصبحت هذه الشخصية بؤرة الحذيث لذى بعض الكتاب العرويين الذين يسمون انفسهم روائيين وكذالك لذى بعض الكتاب الفرنسيين العلمانيين الذين لا تعتبر تذخلاتهم في الشأن الامازيغي محاولة للنهوض بالمناطق النائية بقدر ما محاولة لنشر تقافة غربية علمانية. هذا وقد نجد الكثير او جل هؤلاء يقدمون تأويلات وتفسيرات ل ''مريريدة''دون ان يوفروا اية ادلة مقنعةاو ادنى معلومة عن المناطق التي نسبوا اليها هذه الشخصية. . عموما انه امر فيه نوع من ''الحماقة'' ام صح التعبير وشيء من تزييف الحقائق ولو تمعنا فيف لاعتبرنا هذه الشخضية كسائر الاسطورات التي احتلت عقول المغاربة من القدم ك''عيشة قنديشة'' و '' معيزة القبور'.. لكن دعونا نعطي تحليلا بسيطا عن ما ورد عن ''مريريدة'' من طرف بعض الكتاب ولنبدأ بالقال الذي كتبه عبد الكريم وشاشا والذي تحدث فيه عن حياتها وعن طبيعة مغادرتها لايت عتيق لكن سأقف عند كل نقطة لمقارنها بما هو واقعي , فقد عرفها على الشكل التاليا (مرأة ذات هروب غامض من إحدى القرى المنسية بجبال الأطلس الكبير. قرية يخترقها وادي "تساوت" العظيم.) اذا قارنا هذا التعريف بموقف اولئك الذين يؤيدون وجود هذه الشخصية داخل ايت عتيق فسنجد تناقضا كبير ا فهم يؤكدون ان ''مريردة'' لم تهرب ولكنها اختطفت من ''اماس ن مكذاز'' على غرار عبد الكريم وشاشا الذي اكذ انها هربت ..اما المقارنة الثانية هي ان هؤلاء يؤكدون ايضا ان البلدة الاصلية لهذه الشخضية هي مكذاز وهذه القبيلة لا يخترقها واد تساوت كما تم تأكيده في المقال.ايضا تطرق عبد الكريم وشاشا في مقاله الى ان ''مريريدة'' (امرأة شاعرة تتخد من سوق ازيلال ملاذا ومنبرا لالقاء الشعر) ''والحماق هذا'' وهنا سؤال غامض يطرح نفسه كيف وصلت امرأة القبائل الى ازيلال مع العلم ان ازيلال تبعد عن ايت عتيق تقريبا ب 160 km وكيف حدث هذا في عهد الاستعمار حين كان حتى الرجال لم يستطيعوا مغادرة قبائلهم خوفا من المستعمر ناهيك عن النساء !! تابع عبد الكريم وشاشا قائلا (اكترت احدى الغرف الواطئة في حي تقات اكثر الاحياء لعنة ولذة في تاريخ ازيلال حي يسيل على حجراته جداول من المني الممزوج بالغائط والدم ) على وجه العموم اذا قرأت هذه الاسطر بمنطقية فسترى ان للمسألة تفاسير وتأويلات مشبوهة والتي تقوم بالاساس على تشويه امازيغ ..مسلموا ايت عتيق من خلال هذه الامور التي تتنافى مع الذين الحنيف والتي ليست لها مكانة في المجتمع الامازيغي القبائلي في دالك الوقت ...وفي اخر المقال ذكر (تخيلوا طريقا جبلية غابوية موحشة في ثلاثينيات القرن الماضي) بالرجوع الى ما ورد عن ''مريريدة'' في المواقع الاجنبية وعم ما رواه بعض الكتاب الفرنسيين عنها فانها ازدادت سنة 1928—1927 وحسب هذا الاقتباس لعبد الكريم وشاشا فان ''مريريدة'' رحلت الى ازيلال في ثلاثينيات القرن الماضي اي ما بين 1930و 1939 فاذا رجعنا الى تاريخ ميلادها فانها رحلت الى ازيلال عن سن ما بين 1 سنة الى 12 سنة وهذا بالطبع من المستحيل فهو تناقض للاعمى...اما الصورة التي انتشرت على شبكة الانترنيت والتي يدعى انها ''لامريريدة'' فقد اكدوا في مواقع عدة وفي كتاب (Les Chants de la Tassaout ( انها التقطت سنة 1940 اذن ولدت سنة 1928 وفي الصورة امرأة يتراوح عمرها بين 25 الى 30 سنة فحتى وان التقطت بالفعل سنة 1940 فان عمرها سيكون 12 سنة في سنة 1940 ولن تستطيع مغادرة القبيلة مهما كانت الظروف ''الله ايعطينا وجاهكوم'' الجدير بالذكر ان هناك من يؤيد وجود هذه الشخصية داخل ايت عتيق والذين لهم نظرة مخالفة لكل هذه الاحذاث ففي هذا الصدد يؤكدون ان ''مريريدة'' لم تهرب من مكذاز وانما اختطفت من قبل الفرسيين وهناك ايضل من يقول ان لها علاقة مع من اختطفها فاتجهوا بها مباشرة الى فرنسا وهذا يتنافى مع موقف عبد الكريم وشاشا الذي قال بانها استقرت في ازيلال ...لكن موقف هؤلاء يبقى ضعيفا لعدم توفر اية ادلة. من جهة اخرى نجد في قبائل ايت عتيق وبالبضبط في قبيلة مكذاز من ينفي وجودها معتمديمن بدالك على شهادات واناس كان تاريخ ميلادهم ما بين 1905 الى 1915 ولا زالوا احياء وهذه الحجة التي احمد عليها ربي لانها حية وتقف صامدة امام كل من يمس بالقبيلة....فالبرجوع الى هذه الشهادات فقد قمت باستفسارهم شخصيا وطرحت عليهم بعض الاسئلة حول ان كانت بعض المعلومات عن ''مريريدة'' متوفرة لذيهم عن ما ادعوا انه وقع في القرن العشرين فكان جوابهم انه فقط كانوا اجدادهم يحكون لهم عنها كسائر الحكايات المغربية الشعبية....هنا اكتشفت انها مجرد خرافة لا اساس لها من الصحة وانها فقط شخصية تم نسب بعض الافعال اليها ك''العهر''مخالطة الرجال''... والتي تتنافى اولا مع الدين الحنيف ثم مع تقاليد القبائل الامازيغية المحافضة انذاك فالغرض منها هو تشويه صورة تلك القبائل التي لم يتمكن المستعمر احتلالها عسكريا وسعى الى احتلالها فكريا. في الاخير اود ان اقول ان من يرجع الى الوراء دائما سيمضي الى الامام.. لكن عندما نتأمل في تلك كل الاحذاث التي وقعت فسنرى ان هذا السيناريو يشوبه كثير من تزييف الحقائق ويمكن القول ان كل الاحذاث الواردة عن ''مريريدة'' عبارة عن اساطير ليست لها جدور واقعية واذا تمعنا قليلا فسنستنبط ان الصورة التي تعكسها تلط الاكاذيب هي ايديولوجية بالدرجة الاولى وانها محاولة لخلق مرجعية تقافية علمانية لا اسلامية وبالتالي لا امازيغية.