مظاهر العزلة : العزلة كما هو معروف هو ارتباط بعدم إشباع الحاجة إلى الارتباط الوثيق بالآخرين والافتقار إلى التكامل الاجتماعي, تتسم العلاقات الاجتماعية في ظل العزلة بالسطحية مع شعور باليأس والنبذ، ويحس الفرد الذي يشعر بالعزلة أنه بعيد عن الآخرين وأنهم لا يقبلون عليه ولا يشبعون له حاجاته الاجتماعية المختلفة. موضوعي لا التي يتضمن مفهوم العزلة من هذا الجانب فهو يتضمن عزلة احد القبائل الامازيغية. التي استطاعت ان تجلب السياح من كل فج عميق لما تزخر به من مناظر طبيعية لا مثيل لها وكدالك لما تتضمنه من ماثر تاريخية عريقة . تقول خريطة المغرب الجغرافية ان قبيلة مكذاز توجد من بين القبائل التي تنتمي الى جماعة ايت تمليل عمالة ازيلال , فيما تقول ظروف داخل هذه القبيلة ان السلطات في الإقليم تحالفت مع البرد والفقر ضد الساكنة، و تقول السلطات إنها تقوم بمجهودات جبارة لفك العزلة عن المناطق النائية، للوصول الى قبيلة مكذاز ، يلزمك أن تدخل في معركة طويلة وشاقة تبدأ رحلتها من السادسة صباحا الى حوالي السادسة مساءا ولضمان مقعدك في فيما يسمى''الترانزيت'' (النقل السري) يلزمك انتظار ساعات وساعات في مدينة دمنات حتى يتمكن هذا السائق من جمع اكبر عدد من الركاب لتبدأ الرحلة حوالي الثانية بعد الزوال من مدينة دمنات مرورا بطرقات يمكن القول انها شبه معبدة حيث اكل عليها الدهر وشرب, وفي الاخير تدخل في معركة اكثر مشاقة حين تدخل في مسالك غير معبدة بدئا من قبيلة ايت علا ..فعند وصولك الى قبائل ايت صبيح فقبائل ايت عتيق تتأكد انك دخلت الى عالم اخر يخلو من ابسط وسائل العيش الكريم من طرق..كهرباء بنيات تحتية الخ.. كل هذه المظاهر يمكن ان نعتبرها مظاهر عزلة بامتياز لكن هناك مظاهر اخرى تدل على استقلالية هذه القبيلة : مظاهر الاستقلال: فالاستقلال بمفهومه الكلاسيكي هو ارادة الفرد في تقرير مصيره ومصبر الامة دون منازع. ارتبط مفهوم الاستقلال كدالك باعتماد الفرد على نفسه واكتفاء ذاته. من اهم الاسباب التي دفعتني الى اتخاد مفهوم الاستقلال وربطه بقبيلة مكذاز هو انشطة ساكنته وتأقلمهم مع قساوة البيئة مند القدم دون اقصى مساعدة مما يسمون انفسهم السلطات الاقليمية : - فقد جاهدوا واجتهدوا وناضلوا وسخروا كل امكانيتهم المادية والمعنوية حتى جهزوا الطريق التي تربط ايت علا ومكذاز دون مساعدة من السلطات. - تجهيز سدود ضغيرة او ما يسمى (تافراوت) ودالك لتمكينهم من ري الاراضي الفلاحية . - توزيع الماء الصالح للشرب في القبيلة على شكل ''سقايات'' ودالك بدون اي مساعدة من اية جمعية . فمن العار أن ينشغل مسؤولو هذا الوطن ووسائل إعلامه بحديث المنجزات، والاستمرار في ترديد هذه الاسطوانة المملة, في الوقت الذي نجد اناس في قرى لا يزالون يعانون من قساوة البيئة ويناضلون من اجل اكتساب لقمة عيس من اللاشيء ..