لا يزال حديثي عن عزلة القرى الامازيغية بايت عتيق مستمرا حيث نجد كل قبيلة تحاول الاندماج مع قساوة البيئة والمناخ بطريقة تتميز بها كل قبيلة على حدا. ''تفتشت'' التي تدخل هي الاخرى ضمن الامتداد الترابي لجماعة ايت تمليل والتي تقع بجوار قبيلة مكذاز. عند وصولك الى قبيلة تفتشت تهب رياح العزلة من كل مكان وبساطة غريبة تظهر للك من نظرات اناس القبيلة طبيعة خلابة كما يراها البعض وقاسية كما يرها سكان القبيلة , نساء عدن من حقول تاسوات البعيدة وعلى ظهورهن أكوام من العشب لسد حاجيات ماشياتهن, غير مهتمات بشكل مطلق بالحديث الفضفاض عن حقوق المرأة والفهم العميق لحاجيات المرأة المغربية في المناطق النائية. فكل مظاهر العزلة التي نجدها في هذه القبيلة نجدها ايضا متجسدة في قبائل اخرى مجاورة. فالزائر لقبائل ايت عتيق عامة وقبيلة تفتشت يمكن ان يستخلص ان هناك جزء من المغرب لا يزال في صفته الكلاسيكية التي اطلقها عليه المستعمر المغرب الغير النافع او ان البعض يجعل هذه المناطق غير نافعة . فبعيدا عن المهرجانات التي تصرف فيها الملايير من الدراهم والسهرات التي تبدر فيها الملايين من السنتيمات يوجد أناس في قمم الحبال يعيشون بشكل بدائي. فقر، وأمية، وانعدام لأي برامج للتنمية. من جانب اخر استطاعت قبائل ايت عتيق ان تحافظ على عاداتها وتقاليدها الموروثة من اجدادها. فتمكنت بدالك قبيلة تفتشت من الحفاظ على اقاعات احواش بطريقتها الخاصة في الوقت التي نجد هذه الاقاعات بدأت تنبثر من القبائل الاخرى كقبائل ايت صبيح الى غير دالك, الا ان ما راه غريبا في هذا السياق هو غياب دور الجمعيات المحلية في تسيير امور هؤلاء المتشبتين بعاداتهم او تأسيس جمعية مختصة في هذا المجال ففي هذا السياق نجند العديد من الفيدراليات تهتم باحياء الثرات الفولكلوري الشعبي. هكذا الحياة في قبائل ايت عتيف وفي قبيلة تفتشت خاصة التي تسعى بين العزلة والتقاليد والتي لم يصل اليها الاعلام العربي حتى الان ولم تطأها قدم أي وزير ولا مسؤول لكي يطلع على حياة أناس اللهم ان كانت في وقت الهراء وقت الانتخابات عاشوا اجدادهم معزولون وماتوا معزولون وهو اليوم على نفس المنوال.