بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي وهبنا ملكا شابا وقائدا هماما، تشرف بحمل رسالة الأنبياء فأعلنها، فواحة مدوية، في خطاب سيظل منقوشا على صفحات التاريخ، و إلى الأبد " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله،عليه توكلت وإليه أنيب" والصلاة والسلام على إمام المصلحين وقدوة السالكين.أما بعد، صاحب الجلالة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تغمرني الفرحة والحبور بمقدمكم السعيد إلى إقليمأزيلال و إلى جماعة واولى القروية لإعطاء انطلاقة البرنامج الرائد الطموح للنهوض بالعالم القروي. حللتم أهلا ونزلتم سهلا بين مواطنين أوفياء لوطنهم الغالي. اسمحوا لي يا مولاي، أن أغتنم فرصة زيارتكم التاريخية هذه, لكي أبعث إلى جلالتكم هذه الرسالة. أكتب إلى جلالتكم الموقرة كمواطن مغربي، وشاب معتز بانتمائه إلى هذا الوطن الحبيب، ومستعد بإيمان و إخلاص ، للمساهمة في ارساء لبنات الإصلاح الذي أعلنتموه وكرستم حياتكم لتنزيله، بدون تملق أو طلب لمغنم ، كي ألتمس من جنابكم إعفاء "آل الموحي " من مهامهما على رأس جماعة واولى القروية. فلقد كان إبراهيم الموحي المعروف بالحاج إبراهيم "شيخا" أيام الاستعمار،قبل أن يولد مفهوم الجماعات المحلية ثم رئيسا لجماعة واولى منذ نشأتها و "استراح" من الرئاسة لسنوات قليلة،ربما ولاية واحدة في الثمانينيات، ليترأس منذ ذلك الوقت من جديد و إلى حدود انتخابات 2011 حيث قام ب"ثوريث" إبنه بعدما أصبح برلمانيا ثم عاد ليترأس الجماعة، التي يعاني سكانها الحرمان والفقر و تسلط وفساد الإدارة، من جديد منذ انتخابات الرابع من شتنبر 2015. صاحب الجلالة، إن الطريقة التي ظل فيها السيد إبراهيم الموحي رئيسا للجماعة لعقود، والكيفية التي انتخب فيها كبرلماني ، ثم السبيل الذي سلكله لتوريث إبنه رئيسا للجماعة، والعودة لرئاستها من جديد، لا تخفى على سكان المنطقة ، والسلطة المحلية تعرف ذلك جيدا. فقد استغل المعني بالأمر عوز وخوف سكان المنطقة، وكذا يسر حاله ونفوذه لدفع الناس للتصويت لصالحه حيث قام بتهريب المرشحين إلى شمال البلاد و الإتيان بهم يوم الإقتراع. ملكنا الموقر، إن وجود أمثال "آل الموحي" على رأس مؤسسات الدولة منوط بها تسيير الأوراش الكبرى للإصلاح المنشود من جلالتكم، مضر بصورة مغرب التنمية البشرية والجهوية الموسعة والحكامة الجيدة و دولة الحق والقانون. إن السيد ابراهيم الموحي، الرئيس الأبدي لجماعة واولى المنكوبة، أمي لا يفك شفرة الحروف الأبجدية في زمن ثورة التكنولوجيا، بالإضافة أنه يبلغ من العمر، حسب مقربين منه، أزيد من قرن . أما إبنه ، محمد الموحي، نائبه في الرئاسة، فلا يتجاوز مستواه الدراسي الشهادة الإبتدائية القديمة، ويعاني من مرض السكري،شفاه الله. صاحب الجلالة ، إن ما دفعني للكتابة إلى سيادتكم الموفقة بالله، هو رثائي لحال ساكنة جماعة واولى . إن السكان يعانون في صمت ، وأقر أنهم لم يكلفوني للنيابة عنهم، ولا يستطيعون البوح بمعاناتهم حيث لا يزال الخوف المتراكم يسيطر على أغلبية أمية مهمشة تتطلع لتعيش حياة كريمة تليق تستجيب لأبسط حقوق الإنسان أسوة بباقي مواطني المغرب الحبيب. إن ما دفعني لرفع هذه الرسالة هو واجبي الوطني وحبي لبلدي الغالي والعزيز، واستشعار آهات و آلام مواطنين تداس كرامتهم ، حيث لا تعليم ، ولا تطبيب، ولا بنيات تحتية تليق بمواطني العهد الجديد الذي نفتخر به. إن معاناة سكان "واولى العميق"عصية على الوصف. إن أجمل هدية يمكن إهداؤها لساكنة هذه المنطقة التي تعاني التهميش والخوف والحرمان، في هذه الزيارة المباركة، هي إعفاء "آل الموحي من مهامهما لعدم أهليتهما(كبر السن، الترأس لعقود، التوريث، الأمية، المرض، التسلط ، انعدام الكفاءة)، لإفساح المجال أمام المواطنين لإختيار بديلين عنهما يكونان في مستوى مغرب مابعد 9 مارس 2011 يتم اختيارهما بنزاهة وديمقراطية. و أؤكد أن ليس لي أي مشكل مع "آل الموحي" كما أنني مقتنع أنهما لا يعرفاني حتى ، ولا أنوي الترشح مطلقا في الإنتخابات المقبلة، على الأقل. "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب". وفقكم الله، صاحب الجلالة، وسدد خطاكم وجعلكم قرة عين لمواطنيكم الأوفياء. والسلام على مقامكم العالي بتوفيق الله ورحمة الله وبركاته.