قد يثير اختزال جماعة واولى، على شساعتها وامتدادها وكثرة بشرها، في عائلة "آل الموحي" غضب بعض سكان هذه الجماعة المحرومة المنكوبة، والذين يتمنون أن تكون الحقيقة غير ذلك، لكن، وللأسف الشديد، تلك هي الحقيقة المرة العلقمية...فلا يمكن ذكر جماعة واولى بدون ذكر " رئيسها الفاتح" والذي قضى في رئاسة الجماعة أكثر مما قضاه "القائد الفاتح" في ليبيا الشقيقة، مع الفارق طبعا، خاصة في المستوى الفكري والثقافي بين "الفاتحين ففاتح واولى لم يكلف نفسه عناء الجلوس على كرسي أو حصيرلاكتساب العلم والمعرفة والتكوين، بل لم يؤمن يوما بجدوى الثقافة والتربية والتأهيل ولذلك لم يضيع ثروته الكبيرة في إرسال ابناءه للمدرسة وهو يعلم يقينا أنه سيورثهم مفاتيح جماعة واولى يوما ما وهو ما تم بالفعل... فالسيد الموحي الأب لا يفرق بين زريبة بهائمه المليئة و " زريبة أتباعه" لذا "كون" رئيسا على المقاس "ليرعى"، من الرعي وليس الرعاية، الزريبة، والتي يبدو منظرها هذه الأيام " أكفس" من زريبة البهائم! المفارقة الغريبة العجيبة في جماعة "الزاوية الموحية" أن نسبة الولادات فيها تضاعف بشكل كبير جدا مقابل بنية تحتية أقرب للعدم منها للوجود... وهذا مؤشر خطير لما ستؤول إليه الأوضاع الإجتماعية، المتدهورة أصلا، للأجيال القادمة ... فحسب معطيات حصلت عليها أزيلال أون لاين من مصدر جد مطلع فقد تم تسجيل 787 ولادة بجماعة واولى سنة 2012 مقابل 67 حالة وفاة. كما تم تسجيل 13 ولادة جديدة إلى حدود 16 يناير 2013 مقابل حالة وفاة واحدة فقط (كانت حالة أبي رحمه الله). ليس عدد الولادات المتزايد بشكل مطرد هو ما يقلق، ولكن ما يدعو للخوف والقلق بشكل جدي، هو الوضع الكارثي لبنيات استقبال واحتضان هذا العدد الكبير من المواليد، و الحالة المزرية لمؤسسات التنشئة الإجتماعية بجماعة " زاوية الموحي" ، بل وغياب أغلب تلك البنيات والمؤسسات، مما يدق ناقوس خطر يهدد مستقبل جيل من أبناء واولى بكامله... فعلى مدى عقود من حكم و سيطرة آل الموحي على رقاب البلاد والعباد، والتي تتميز "بغناها" على المستوى "البطني الزردوي" و فقرها وعجفها على المستوى التنموي البنيوي، استطاع " الموحي الأكبر"، عبر سياسة "جوع كلبك يتبعك" أن يرهن مستقبل سكان جماعة واولى و مستقبل حتى أبنائهم. فحسب السياسة الموحية، بدون علوم طبعا فهو يكره العلم وكل ما ومن يرتبط به، يجب أن لا يظهر في أي دوار من دواوير زاويته الواسعة، أي شخص ينازعه شرعية كرسي الرئاسة، فرئاسة الجماعة يجب، بحكم الدجاج المحمر الذي "يُطعمه لمريديه" أن يبقى وللأبد حكرا على سلالته وعرقه ... وطبعا كانت النتيجة المدمرة للفلسفة الموحية الشوفينية تلك أن حرم سكان المنطقة و أبنائهم وأ حفادهم في الطريق من البنيات التحتية الكفيلة بخلق إحساس الآدمية والكرامة والعزة لديهم, وهي أحاسيس ومفاهيم يكره الموحيون، أن يحس الناس بها دون المرور على أعتاب " زاويتهم الشريفة". فمعالي السيد الموحي طرح أسئلة بسيطة ووجد أن الأجوبة البديهية لا تخدم مجده ولا سلطانه الذي يجب أن لا يزول مهما كان الثمن... فقد جلس "كبير الموحيين" ذلات يوم على كرسي رئاسة الجماعة الوثير يحدث نفسه بهذا الحوار الشيق: لسان الموحي: ما الذي سيضرك لو أنشأت مدارس لأطفال سكان جماعة واولى؟ نفس الموحي: لا يا رئيس، إياك أن تفكر في ذلك، إذا فعلت فسوف يتعلمون ، وإذا ثتقفوا " سْكرن أسْكاون" و لن يصوتوا عليك في الإنتخابات المقبلة، فأنت أُمِّي ، والأمي كما تعرف يا شيخ، لا يصوت عليه إلا أخوه الأمي مثله، فلا تكن مغفلا!! لسان الموحي: صدقت والله يا نفس، وماذا عن تشييد المستوصفات وتجهيزها؟ نفس الموحي : ( تضحك) كم أنت ساذج! فالتعليم والصحة صنوان، فإذا أحس مريدوك بالصحة والعافية لم يجدوا شغلا شاغلا غير أمور السياسة وسوف يفكرون في أفكار جهنمية لخلعك من " عرشك" بدعوى عدم استحقاقك للمنصب وترهات أخرى فدعهم و أمراضهم كي ينشغلوا بالسير والمجئ من دواويرهم إلى كوكب المريخ كي يعالجوا هناك ، وأعرف أنهم لن يصلوا إلى المريخ أبدا، ولن يفكروا في السياسة مطلقا. لسان الموحي: إنك فعلا شيطانة ، تتفوقين على إبليس في مكره! نفس الموحي: ( مزهوة) طبعا أنا إبليسة الأبالسة، الستَ من رباني و"علمني"؟ "فعجينة" الموحي لا يمكن إلا أن تكون كما أنا! لسان الموحي: نعم، نعم، أنا فخور بك. من شابه أباه فما ظلم، مجهوداتي في تربيتك لم تذهب سدى. فنعم التربية! يتبع ذ. أبو حذيفة جمال أسكى