تماشيا مع أنشطتها الإجرائية ذات الطابع التنموي الإصلاحي وتنفيذا لهدفها الرامي إلى خلق تنسيق مع مختلف الجمعيات لخدمة الشأن العام نظمت جمعية شباب الريصاني بلا حدود بالتنسيق مع جمعية أولاد الوالي للتنمية والتعاون ندوة علمية بعنوان "قصور تافيلالت بين مطلب المحافظة وشروط التنمية المستدامة وذلك يوم الاثنين 6 ابريل 2015 على الساعة الخامسة بعد الزوال بالقاعة الكبرى لبلدية مولاي على الشريف . وقد كانت هذه الندوة نابعة من الإيمان الراسخ للجمعيتين بالأهمية التاريخية لهاته القصور كتجمعات عمرانية أفرزها التاريخ على أساس اعتبار هذه القصور تغري بنبش ذاكرة الماضي وسبر أغوارها للوقوف عل ما تختزنه من كنوز تستشف منها الفكر وتستحضر بها أمجاد الأسلاف لاستخراج العبر فما أروع الرجوع إلى مدخرات الماضي لاستنهاض الهمم وما أعظم العودة إلى كنوز التراث لاستخلاص القيم. افتتحت الندوة بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم تلاها على مسامعنا القارئ مولاي إدريس العلمي تلتها بعد مداخلات السادة المحاضرون وكانت على الشكل التالي: *مداخلة الأستاذ عبد الرحمان النوايتي:الهوية والتنمية المستدامة أية علاقة وقد تناولت المداخلة مجموعة من النقاط الأساسية كمفهوم الهوية وتنوع تعريفاته وتعدد الآراء الفلسفية حول المفهوم وتطوره عبر الزمن،ثم مفهوم التنمية المستدامة ومدى ترابط المفهومين واعتبر الدكتور النوايتي أنه لا يمكن أن تكون تنمية بدون تاريخ وبدون هوية، وأشار إلى أن منطقة تافيلالت تحتوي على مجموعة من الرموز الثقافية وتحتوي كذلك على رأسمال لامادي وأن القصر وحدة وتجمع سكاني يعبر بشكل صريح عن التراث المعماري والعمراني بالمنطقة وأن بدرة الهوية الثقافية تتجلى في أدوار ومكانة القصر التاريخية *مداخلة الأستاذ محمد لمراني علوي:قصور تافيلالت بين المحافظة والإندثار. جاءت هاته المداخلة مفصلة وشاملة تتضمن دراسة وتأريخ لمنطقة تافيلالت وإشعاع مدينة سجلماسة كأول مدينة بنيت في العهد الإسلامي ثم التطرق إلى القصر الفيلالي ككيان عمراني ينتشر بواحات المغرب بالإضافة الى تسمية بعض القصور والمكونات الأساسية للقصر (باب القصر،الصور ،الأزقة،المصرية ،دار الفقيه...) إلى جانب مؤسسة "القبيلة"ثم الأعراف التي كانت تخضع لها الساكنة داخل هذا التجمع السكاني واستشهد الدكتور لمراني علوي على صحة معلوماته بمصادر ومراجع تاريخية بالاضافة إلى صور ووثائق تاريخية كما دعا الى ضرورة القيام بجهود مبذولة للحفاض على القصر كإرث تاريخي يعبر بجد عن القدرات الفنية والتقنية التي وصل إليها الإنسان ويظهر ذلك في صورة معمارية متكاملة. *مداخلة الأستاذ حمزة شحيلف"أي دور للمجتمع المدني في الحفاظ على التراث والنهوض بالتنمية المستدامة(عن جمعية شباب الريصاني بلا حدود) ذهبت هاته المداخلة في اتجاه الإجابة عن إشكالية كبرى هي كيف يمكن المزاوجة بين عمل الجمعيات كمفهوم جديد مع عمل النظام القبلي كإرث حضاري تاريخي؟ كما تطرق إلى مفهوم المجتمع المدني كمفهوم جديد والأدوار الهامة للجمعيات في خلق تنمية شاملة بالإضافة للإشادة بالمزايا التي أتى بها دستور 2011 ببلادنا فيما يخص جمعيات المجتمع المدني واعتبار المجتمع المدني بمثابة السلطة الرابعة التي حلت ان صح التعبير محل الصحافة ثم العريضة الشعبية كامتياز أتى بها الدستور السالف الذكر والذي ألزم كذلك الجماعات المحلية بإنشاء مشاريع تشاركية ،ناهيك عن دور المجتمع المدني الجاد في إنشاء برامج إصلاحية، كما دعا الى ضرورة خلق تشبيك للجمعيات بالمنطقة مما من شأنه دفع عجلة الإصلاح إلى الأمام. بعد مداخلة السادة المحاضرون فتح باب المناقشة والذي عبر بجد عن مدى تفاعل الحضور مع مختلف أفكار الندوة والذي أبرز عن الإكراهات والتحديات التي تواجه القصر الفيلالي بشكل خاص ومنطقة تافيلالت عموما كمشكل الماء ،الهجرة، تدهور عمران القصور وإضمحلال بعضها، مشكل التعليم،مشكل الطرق... والمستجدات الراهنة وضرورة نهج سياسة تنموية شاملة من أجل رد الإعتبار للإنسان والقصر الفيلالي. عن مكتب جمعية شباب الريصاني بلا حدود