"كل عام, يحتفل الشعر بعرسه, هو طقس لا ينتهي, متشحا بهوس اللغة المتناسلة المنزاحة,سيظل مبعوثا سرمديا إلى أرزواحنا, به يتسرب الضوء من بين أرواحنا ومن أصابعنا ..." تخليدا لليوم العالمي للشعر نظمت جمعية أيت عتاب للتنمية يوم السبت 15 مارس 2014 أمسية شعرية, شارك فيها مجموعة من الشعراء و الشاعرات أضاءوا الفضاء, وأبدعوا بحروفهم فسيفساء تحوم على سماء ايت عتاب, كما شهدت الأمسية حضور عدد من المسئولين و الأساتذة و التلاميذ و التلميذات... تم افتتاح اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم, و كان اللقاء من تأطير الزجال عبد الرحيم يونس الذي أعطى الكلمة للأستاذ عبد الكريم الجويطي المدير الجهوي للثقافة ,أشار فيها الى الإرهاصات الأولى للاحتفال باليوم العالمي للشعر في المغرب, الذي أصبحت كل مناطق المغرب تحتفل به, وتساءل ان العالم أصبح قرية صغيرة هل هناك مبرر وجود الشعر في الحياة, و في علاقة الإنسان مع اللغة باعتبارها مسكن للكينونة بها يتم التواصل, ويتم تجديدها من طرف الشاعر من خلال عوالم و صور و إزاحات شعرية مختلفة ...وتابع حديثه عن مفهوم الشعر وماهيته عند بعض الكتاب مثل ملارميه و جون كلود...مستشهدا بحديث الرسول صلى الله عليه و سلم :"وإن من البيان لسحرا", و في ختام كلمته شكر الشعراء و الشاعرات و اعضاء الجمعية بالاحتفاء بهذا اليوم الذي هو بمثابة فاتحة تعاون مع حاضرة ايت عتاب ذات تاريخ وحضارة عريقين.. تلته بعد ذلك كلمة ترحيبية لرئيس جمعية أيت عتاب للتنمية الأستاذ المامون بوعزة شكر فيها الحضور و المشاركين و المشاركات, و نوه بهذا اللقاء الثقافي الذي أضفى صبغة جديدة لايت عتاب ذات بعد ثقافي,كما أتحف الحضور بقصيدة جميلة ذات إيقاعات شعرية هادئة بعنوان "مناجاة". وبعد كلمة ترحيبية شعرية لأحد أعضاء الجمعية ,ألقى الشعراء و الشاعرات قصائدهم و هم على التوالي: عبد الرحيم يونس,و غزلان ثمار, ونورة الصديق, ومهدية أماني,و راضية بن زاغة,و فريد بوخلوف , و شاعرة كتكوتة هاجر زهير..و هي أمسية شهدت إبداع الشعراء و الشاعرات بقصائد شعرية و زجلية.. عبروا فيها عن مشاعرهم الجياشة و عن القضايا التي تؤرقهم,و رؤاهم العميقة في الحياة,و تنوعت بين الغزل و الوجدان و الوطن والحماس و الاجتماعي,و البوح...و تنازلت كلماتها حتى لاقت استحسان الحضور... و بعد القراءات الشعرية الرائعة تم توزيع الشواهد التقديرية على الشعراء و الشاعرات, و كرسيين متحركين لشخصين ,. وهي بادرة طيبة و التفاتة رائعة من جمعية ايت عتاب للتنمية التي أصبحت قبلة ومصدر وحي للإبداع , والحبل المتين الذي ينسج خيوط الترابط و التواصل بين كل الأقلام الإبداعية... و هي أمسية جميلة تفاعل فيها الجمهور مع القصائد الرائعة والكلمات الدافقة,ألهبت حماس بعض القرائح, وأعطت القدرة على العطاء و تقديم المزيد ...و قد تميزت بحسن التنظيم والتنسيق, و هي فرصة للاستماع و الاستمتاع بالشعر وسط أجواء جميلة يشوبها مزيج من أغنيات الربيع و دغدغات نحل تحط رحالها على الورود الفواحة في ارض ايت عتاب الوليدة... المراسلة