احتفى أصدقاء المعتمد بن عباد, مؤخرا بمدينة شفشاون, بالشعر والجمال والخيال في الربيع السادس والعشرين للمهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث. فبالحديقة الغناء بفضاء القصبة الشامخة بساحة وطاء الحمام، افتتح الشعراء مهرجانهم, فألقوا أبياتهم التي حملتها نسمات الرياح العليلة في مساء شعري, يذكر بليالي الأنس بالأندلس, إلى أزقة ودروب وشرفات بيوتات شفشاون «غرناطة» المغرب. وقد اختارت جمعية أصدقاء المعتمد أن تسم دورة 2011 لمهرجانها ب»دورة التحولات وشعريتها» لتحتفل كما يقول الشاعر والصحفي عبد الحق بن رحمون, مدير المهرجان والكاتب العام للجمعية في كلمة باسمها, ب»ربيع الشعر الذي لا ينتهي وبالجمال وحرية الخلق. وازداد ألق هذا السوق الشعري بحضور عبد الكريم الطبال أحد رواد هذا الجنس الإبداعي, وهو الذي قال عنه الشاعر والزجال أحمد المسيح, الذي سير العشية الشعرية الأولى, «يقدم قداسه الشعري يوميا حتى لا تصبح القصيدة هي هو ويصبح هو هي». الطبال ابن شفشاون, فهو الناسك المتعبد بمحرابها, منها يرى العالم ويقوله شعرا فياضا, ومن أشعاره اختار أن يشنف أسماع عشاق كلماته بقصيدتين قصيرتين, تنمان عن روحه الشفافة, عنون الأولى ب»هبات», وفضل أن تكون القطعة الثانية «بلا اسم « فاسحا, كعادته في قصائده القصيرة جدا, المجال للخيال ليحلق بالمستمعين بعيدا. وتوالت اللحظات الجميلة بفضاء «القصبة», إذ تدفق الشعر رقراقا من أفواه الشعراء نجيب خداري وأحمد المسيح ومحمد بودويك وادريس علوش ونبيل منصر, والشاعرات أمينة المريني ووداد بن موسى وفاطمة الزهراء بنيس وصباح الدبي. وليستمر الاحتفاء بربيع الشعر, وليفتح نافذة الجمال ليطل منها كل عاشق للقصيدة, فقد قطع المهرجان مراحل عديدة منذ تأسيسه سنة 1964, يتوقف مرات, إلا أنه يلتقط أنفاسه كل مرة لتواصل الكلمة تألقها مدثرة شفشاون «الشاعرة الجميلة» بنسمات الشعر.