- حادثة مفجعة فتحت مدينة تريفيزو عينيها عليها وهي ما تزال في سبات ليلة السبت في تلك الطبيعة الخلابة التي تزين هذه المنطقة القريبة من جنة فينيتسيا ،حيث لم تغمض أجفانها بعد من ليالي الأفراح والمسرات بعيد الفصح والميلاد . إنها الحادثة المؤلمة والتي ذهب ضحيتها المهاجر المغربي عبد العزيز الجوهري ذو التاسعة والثلاثين ، على الساعة السادسة والنصف بأمتار قليلة من مكان سكنه. يروي المصدر الذي نشر الخبر من عين المكان أن سيارة المرحوم اصطدمت بحائط بجهة "فونطي" نواحي تريفيزو ،فارق الحياة على إثرها مباشرة،بعدما أن ودّع عائلته قاصدا مسجد "أوني دي فونطي" لتأدية صلاة الفجر قبل الالتحاق بمكان عمله كما كان يفعل كل صباح. تحكي زوجته الحامل أنه خرج كالمعتاد بعد تناول فطوره وتقبيل ابنه الصغير ليؤدي صلاة الفجر الذي لا يفوته ،ثم يتوجه بعد ذلك إلى "بوسانيو"ليلتحق بمكان عمله بشركة "فراتيلّي نيغري". الغريب في هذه المرة أنه لم يكن يعلم أن له موعدا مع القدر لا يتقدم ولا يتأخر لا برمشة عين ولا بثانية، بعد دقائق قليلة من مغادرته لعائلته الصغيرة في تلك الصبيحة الضبابية وقطع أمتار تعد على رؤوس الأصابع يفقد سيطرته على سيارته ويصطدم بجانب حائط أحد الجيران الذي لم تفرق بينهما عدا 25 رقما فقط .كانت تفرق بينه وبين شبح الموت المترصد له جنب ذلك الجدار اللعين،نفس الحي نفس الجيران،ونفس الطريق التي يقطعها ليل نهار ولسنوات . على الساعة السادسة وعشرين دقيقة صباحا بمنطقة "فونطي آلطو" المعروف بعقباته المتعرجة الوعرة وطريقه الطويلة بين المساحات الشاسعة خارج المركز الحضاري لفونطي ، كان عبد العزيز قد فقد سيطرته ولم يعد يتحكم في مقود سيارته الصغيرة فياط برافو التي لم تكن في هذه المرة برافو كما كان يعرفها من قبل، صاحبته فيها لقطع هذه الطريق المعتادة ولم يعد له فرصة في البقاء ومات في الحين . صوت الصدمة كان مدويا أفاق سكان الحي بأكمله، وحضور الإسعاف على الرغم من سرعة تدخلهم وقطع أجزاء من هيكل السيارة لإخراج الجسم المتعجن داخل المقعد لم ينفع الضحية في شيء ،ومحاولاتهم اليائسة من محاولة إسعافه كانت فاشلة وكان القدر أعظم وأسرع منهم ومن يقظتهم المتفانية.ولم يترك لهم سوى تبليغ الزوجة المنكوبة الخبر اليقين بينما كانت تبكي حضها وتنتظر منهم كلمة تعيد لها الأمل وتمسح دموعها،لكن لسوء الحظ كانت كلمة تعزية ومواساة وتصريح بمفارقة عبد العزيز لهذه الحياة قبل أن يصلي آخر فجر كان بمثابة بداية يوم جديد من أيام الغربة الصعبة. لحد الساعة لم تعرف أسباب انحراف السيارة وتتحدث التحقيقات الأولية أنه من الأرجح يكون الحادث يعود إلى فرضية مرض مفاجئ ألمّ بالضحية أو ربما ناتج عن انزلاق بسبب السرعة أو الضباب الكثيف الذي كان يحجب الرؤية في تلك الصبيحة إن لله وإن إليه لراجعون.