دعا وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيد عبد القادر عمارة يوم الثلاثاء 24 دجنبر الجاري ببني ملال بمقر الولاية إلى مضاعفة الجهود لرفع التحديات الكبيرة من طرف كل الفاعلين لتعبئة المزيد من الموارد المائية التقليدية المتاحة وتهيئ الظروف لتعبئة الموارد المائية غير التقليدية كتحلية مياه البحر وإعادة استعمل المياه العادمة المعالجة. وأكد السيد عمارة، في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لأم الربيع برسم الدورة الثانية لسنة 2013 أنه بالرغم من الظرفية التي تتميز بارتفاع الكلفة المترتبة عن التعبئة المائية وضعف الإمكانيات لتغطيتها، حرصت الدولة على تفعيل إنجاز مجموعة من البرامج والمشاريع الكبرى في إطار الاستراتيجية الوطنية للماء التي تهدف بالخصوص إلى توفير الموارد المائية الضرورية لمصاحبة التطور الاقتصادي و الأوراش الكبرى للمملكة كمخطط المغرب الأخضر، والمخططات السياحية والصناعية والعمرانية لضمان التدبير المندمج والمستدام للموارد المائية وتغيير سلوكيات المستهلكين. من جهتها قالت السيدة شرفات أفيلال الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء إن المجلس الإداري للوكالة مدعو لمواصلة دوره الفعال في المبادرة والقوة الاقتراحية والنظرة المستقبلية من أجل ضمان التنسيق والتكامل بين السياسات القطاعية المرتبطة بقطاع الماء، مبرزة ارتباط الماء الوثيق بالتنمية الشاملة والمندمجة والمستدامة التي تجعل الجميع يحرص على المضي في نهج سياسة القرب والتشارك في معالجة القضايا المتعلقة بالماء. وأكدت أن للحوض المائي لأم الربيع أهمية استراتيجية لما يزخر به من موارد مائية هامة ومؤهلات اقتصادية باعتباره من أكبر وأهم الأحواض المائية بالمغرب بالنظر للدور الذي يضطلع به في التنمية الاجتماعية والاقتصادية على الصعيدين الوطني والجهوي بالرغم من الضغط المهول الذي يعرفه الطلب على الماء وبعض الاكراهات المتمثلة أساسا في تدهور جودة المياه واستنزاف الموارد المائية الجوفية.وأكد والي جهة تادلة أزيلال، عامل إقليمبني ملال السيد محمد فنيد من جهته الأهمية البالغة التي يكتسيها حوض أم الربيع من خلال المخزون المائي الذي يتوفر عليه، والدور الهام المنوط به والتحديات المطروحة أمامه التي تحتم على الجميع، من سلطات وقطاعات اقتصادية واجتماعية وفاعلين من المجتمع المدني، مواصلة دعم الجهود المبذولة لإتمام الأوراش المفتوحة خلال السنوات الأخيرة الرامية إلى تطوير مجالات تدبير الموارد المائية سعيا وراء ضمان الحاجيات من هذه المادة الحيوية واستغلال أمثل لهذه الموارد التي أمنتها السياسة المائية الحكيمة التي تم إرساؤها بإنشاء السدود والتحويلات المائية. وأشار إلى أن هذا الاجتماع يمثل حدثا نوعيا لما له من أهمية خاصة، ارتباطا بخصوصية المنطقة واعتبارا لكون النشاط الفلاحي يشكل الدعامة الأساسية ومصدر عيش جل ساكنة هذه الجهة وما يمثل هذا النشاط من تحديات في المجال التنموي بصفة عامة ولما له من ارتباط مباشر بالموارد المائية خاصة مع حجم التحديات التي تواجه هذا القطاع. وبهذه المناسبة، قدم مدير وكالة الحوض المائي لأم الربيع ببني ملال السيد عبد الله المهبول عرضا تمحور حول تقدم إنجاز برنامج العمل برسم سنة 2013 ، ومشروع برنامج العمل المقترح برسم سنة 2014 ، وأهم ما ميز الحالة الهيدرولوجية خلال الموسم 2012/2013 ، وتطور الحالة الهيدرولوجية وبرنامج تدبير الموارد المائية خلال موسم 2013/2014 ، وتقديم ثلاثة مشاريع مقترحة للحصول على حق الامتياز لاستغلال الملك العام المائي لأغراض إنتاج الطاقة الكهرومائية بحوض وادي العبيد بعالية سد بين الويدان.وسيستغل حق الامتياز حسب السيد المهبول من طرف شركة "بلاتينيوم بووير" وهي شركة خاضعة للقانون المغربي مملوكة من طرف المجموعة الأمريكية بروكستون بارتنيرز بمبلغ استثماري إجمالي يفوق 1,2 مليار درهم.وأجمعت باقي المداخلات خلال هذه الدورة على ضرورة ترميم وإصلاح قناة الزيدانية (80 سنة) التي تسقي أزيد من 30 ألف هكتار بمنطقة بني عمير بإقليم الفقيه بن صالح، وإنجاز أثقاب جوفية لتمكين ساكنة البادية من الماء الصالح للشرب وللحد من الهجرة نحو المدن، وتشييد سدود تلية وبحيرات بالجهة، وتخصيص نسبة من عائدات الماء والكهرباء لفائدة إقليمأزيلال من أجل إنجاز مشاريع تنموية خاصة أن ساكنة الإقليم تعتمد على تربية الماشية، ورفع ميزانية وكالة الحوض المائي وكذا من الموارد البشرية . وتم خلال هذه الدورة التي حضرها عامل إقليمأزيلال علي بيوكناش والكاتب العام لعمالة إقليم الفقيه بن صالح ورؤساء المجالس الاقليمية ، المصادقة على محضر اجتماع المجلس الإداري الأخير، ومشروع برنامج العمل برسم سنة 2014، والحالة الهيدرولوجية وبرنامج تدبير الموارد المائية لموسم 2013 - 2014، علاوة على ثلاثة مشاريع إنتاج الطاقة الكهرومائية المقترحة للحصول على امتياز استغلال الملك العام المائي بعالية الحوض. م أوحمي