نعم للتغيير ليس من السهل قبول اي تغيير مهما كان نوعه , لان جيوب المقاومة تتصدى له , وقد ترفضه رفضا باتا , وخاصة اذا كان هذا التغيير يضرب في العمق , اهداف الطبقة الرجعية اللوبية التي تسعى جاهدة الى امتصاص خيرات البلاد واستغلال المال العام ... ان الذي حدث مؤخرا بتاكلفت ليس سوى , تباشير وبراعيم الحرية والكرامة , التي جعلت اعناق ابناء قبائل ايت سخمان عامة , وايت داود اعلي خاصة , تشرئب اليها منذ فجر الاستقلال , حين كان بعض الخونة انذاك يحرضون ابناء الجبال على الدفاع عن الوطن , ويأمرون ابناءهم بالثقافة والعلم للوصول الى المناصب العليا ... ان هذا الاعتصام امام القيادة والجماعة القروية , ليس الا غيض من فيض . وان هذا الوقوف رسالة إنذارية عن تفاقم الوضع , فانه كما يقول جمال الدين الافغاني في كتابه (طبائع الاستبداد ) " ان كانت اليوم صيحة في واد , فإنها غدا ستقتلع الاوتاد " فحذاري من دغدغة عواطف الابرياء , وحذاري ايضا من محاولة طمس الحقائق , لان الواقع المر الذي يعيش فيه السخماني البائس , لا يسمح بتاتا الانتظار , او اللف والدوران في الديماغوجيات الفارغة التي لم تعد تساير العصر .... بعيدا كل البعد عن الانتماء السياسي بتاكلفت , ماذا انجز لمحاربي الاستعمار الفرنسي الغاشم , هذا الاخير الذي كتب الشيء الكثير عن مجاهدي ومناضلي اتحادية ايت سخمان على ضفاف نهر واد العبيد امثال : اعوراي , و اوجرمون , وعبدي اسعيد ...واللائحة طويلة واغلبهم عاصروا سيدي احماد احنصال , وكانوا يجتمعون بمراعي " تنكارف" حيت لقنوا للمستعمر دروسا في الحروب والمعارك من سنة 1916الى 1933.ولولا زرع الخونة والانتهازية , لما استطاع الفرنسيون استعمار اراضي ايت اسخمان الاشاوس . وقد يقول قائل هناك اصلاحات بارزة في قرية تاكلفت لا باس بها , منذ السنين الاخيرة , ولكن بالمقارنة مع ما انجز في المثلث الحضاري الذي يسميه البعض بالمغرب النافع , وكأن هذه الجبال الشامخة , وجدت كسد حاجز للتقدم والتمتع بالكرامة والحياة السعيدة . نعم تاكلفت تتمتع بالهشاشة وانعدام البنيات التحتية : الطرق والقناطر , واخص بالذكر قنطرة ايت اسماعيل التي تحمل شعارا للجيش الفرنسي , وقنطرة ايت تمجوط التي تجعل المسافر فوقها , يشعر بالخوف من النزول الى مياه نهر واد العبيد الراكد يوميا . اما المستوصف فحدث ولا حرج , بناية فارغة بدون طاقم طبي كاف لأكثر من عشرين الف مواطن .... قس على ذلك المشاريع المنجزة : دار الشباب , القاعة المتعددة الاختصاصات .... الامية ضاربة اطنابها بين سكان جبال وايهو , وتاغية , وافرد نعلى , وافرد نشنيون ... اما التنمية البشرية , فإنها لم تنم الى حد الان اي بشر او انس في هذه القرية البائسة . ان ايت سخمان في حاجة ماسة الى رؤية جدرية تغير واقعهم المر , وليس الى بعض العنيزات , او بعض المشاريع الصغيرة التي لا تغني ولا تسمن من جوع . تاكلفت في حاجة الى المشاريع الضخمة كبناء محطة شتوية رياضية مثل ما نجد بافران واوكايمدن ... حتى يتمكن سكانها ايجاد عمل بدل الهجرة الى المناطق الفلاحية بحتا عن القوت اليومي .الى الطرق الرئيسية التي تربط اقليمبني ملالباقليم الراشيدية مرورا باراضي ايت سخمان من اجل فك العزلة الحقيقية والتهميش الساسي والتنموي .... اكادير في : 21/04/2013. محمد همشة .