لم تثني أمطار الخير التي تساقطت ليلة الاثنين، وصبيحة الثلاثاء ،نساء وجال التعليم ،الذين حجوا بكثافة إلى باب الرواح ،للوقوف أمام وزارة التربية الوطنية ،تلبية لنداء المركزيتين النقابيتين ،الكدش والفدش ،حاملين معهم شعارات ومطالب متنوعة ،كان أولاها "واخا تعيا ما تقطع، ما نخضع ما نخضع... "كما أكدت جميع التدخلات على أن التعليم يعيش أزمة مركبة ، متجاهلة احترام الموارد البشرية ،واحترام نظام التقاعد الذي لا ينصف الموظفين، بحيث كيف يعقل ، اقتطاع من أجرتهم إلى سن 65 سنة ، وفي الأخير ،يتم احتساب وضعية السنوات العشر الأخيرة... الوجوه الحاضرة أمام باب الرواح، حسب شعاراتهم ،لا يخشون الاقتطاع ،الذي يعتبر تهديدا صريحا للحريات النقابية ، معتبرين الإضراب حقا مشروعا،هؤلاء لم يخونوا الموعد ،وحضروا بكثافة ،واقروا أن التعليم حقل يخضع لعدة تجارب بتعاقب كل حكومة، تعيد منطلق إصلاحها إلى الصفر ، كان أخرها المخطط الاستعجالي ،الذي صرفت فيه ملايير من الدراهم ،رغم أننا نجد غاياته ،تجعل من المتعلم حلقة محورية في المنظومة التربوية ،ونقطة ارتكاز تدور حولها ،كل المشاريع والعمليات والتدابير المتخذة ،جمع معها في النهاية "كزافييى" إدماجه لمجموعة من المغروسات ،التي لا تتلاءم مع تربتنا.. فيما بدأت تتبلور فكرة مخطط جديد ،لعله ينقد ما أفسده الدهر ،بحلة جديدة ، بعنوان هذه المرة "المخطط الاستراتيجي" تحت غياب تام للشركاء الفاعلين والقريبين من العملية التعليمية التعلمية ، ،من رجال التعليم، والأطر التربوية والنقابات ،وجمعية الآباء.... وقفة نضال نفذت أمام مقر وزارة التربية ، من أجل لفت إنتباه المسؤولين ،إلى ما وصلت إليه الأوضاع التعليمية ،رافضة تصريحات الحكومة التي لا تملك أي تصور للسياسة التعليمية، التي يسودها الارتجال كما عبر ت عن ذلك المركزتان النقابيتان.. إذ لم يسجل أي تطور لإصلاح المنظومة التعليمية في الوقت الذي تصرف مليارات من الدراهم حاليا ، العدد الذي لم يصرف قط منذ الاستقلال .. لن نركع للاستفزازات،تلك هي الجمل التي عبر عنها الحاضرون ،كما رفعت شعارات تدعو إلى التصعيد ،إذا أقدمت الوزارة من الاقتطاع من أجور المضربين ،كما عبروا عن استعدادهم ،في الدخول في إعتصامات ،بدء من المؤسسات التعليمية ،إلى النيابات ،ثم الأكاديميات ... على العموم سجل الإضراب نسبة مهمة، بعد عناق بين الشقيقتين ،فيما تعالت أصوات تنادي بالاندماج الكلي بينهما.. رغم التهديد بالاقتطاع ،أجمع الجميع أنهم على درب النضال مستمرون ،ولو دفع بهم الأمر إلى اقتطاع شهر كامل ،من أجل تحقيق مطالب رجال التعليم ،وتنفيذ الإتفاقات السابقة ،التي تنصلت منها الحكومة... هل ستتوحد الشغيلة المشرذمة، حول مطالبها العادلة ،كي تؤدي رسالتها في أحسن الظروف ،ويتم إنصاف جميع الفئات المتضررة ،لإرجاع الكرامة لرجل التعليم ،والمدرسة العمومية ،بحثا عن بناء المواطن المغربي الذي نريده،والذي يساير التطورات التي يشهدها العالم في الميدان التربوي ،الذي يعتبر قطب رحى المجتمع ،ومقياس تقدمه ... أحمد ونناش