لا أجد من أين سأبدأ ،لا أعثر على حدث أو مكان أو تاريخ للحديث عن ابراهيما وصاحب بونجوراسيون و لابونجوغيت ،إنها تجربة رجل امتهن النضال منذ نعومة أظافره ولا زال يناضل رغم أن أقرانه تقاعدوا عن كل شيء، يفكرون في القبر أكثر من أي شيء أخر . لا زال يحلم بمغرب كثيرا ما تخيله وتصوره وأمن و لا زال يؤمن بإمكانية تحقيقه ... إنه الأستاذ ابراهيم اللوزي الذي أنجيته واحات غريس الجميلة والصامدة نهاية الأربعينات و بالضبط في إغرم ن كلميمةإقليم الراشيدية ، ترعرع داخل ربوع هذا الوطن مدافعا عن الحرية والكرامة الإنسانية في الحرم الجامعي طالبا ، في الحزب سياسيا ، في النقابة أستاذا وفي الشارع مواطنا، كان لنا الشرف أن نقترب منه لمدة ثلاث سنوات داخل ثانوية القدس التأهيلية بتغسالين قرب مدينة خنيفرة . الأستاذ مناضل من جيل أخر، طموحه ليس له حدود رغم أنه بلغ سن التقاعد. تكلم في وقت سكتت فيه الأغلبية، تجاوز سن الشباب وانخرط بكل حماسية في صفوف حركة شباب 20 فبراير ، يتقدم المسيرات ويحرص على الحضور ولو تحت زخات المطر. عندما يتحدث فإن جيلا بأكمله يتحدث، يروي تفاصيل تجربة مريرة عاشها إلى جانب مجموعة من الرفاق المناضلين منهم من غادر إلى دار البقاء ومنهم من تخلى عن مبادئه وأصبح ملكيا أكثر من الملك ومنهم من واصل المسير على درب النضال رغبة في تحقيق حلم راودهم منذ الصغر . إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل تجربة بقدر ما أخضعت الكثيرين وألجمت ألسنتهم عن الكلام ، زرعت في نفسه بذور آمال في غد أجمل ،اعتقد مع آخرين عن حسن نية أن عبد الرحمان اليوسفي قد وضع حجرة أساسه في حكومة التناوب . الأستاذ إبراهيم ينتمي لجيل فتح عيونه على استقلال شكلي لم يحقق أمنياتهم وعندما احتج على الظلم والفقر والتهميش كان مصيره الاختطاف والتعذيب والقتل وسجون الذل والعار ، جيل ضحى بالغالي والنفيس من أجل هذه اللحظة التاريخية التي نعيشها حيث أصبح بإمكاننا أن نقول الشعب يريد إسقاط الفساد بصوت عال دون أن نخشى الاعتقال ليلا عندما نعود إلى منازلنا . تجربة الأستاذ لا يكفيها مقال واحد بل في نظري تحتاج إلى عمل أدبي كبير أو عمل سينمائي ضخم يرقى إلى مستوى نضالية هذا الرجل ،عمل يعيد له الاعتبار ويعترف ولو بقسط مما قدمه لهذا الوطن العزيز عليه جدا. هناك من ناضل وعانى في صمت وهناك من كان حربائيا وغير لونه منذ أول محطة وحصل على امتيازات كثيرة وتقرب من الدوائر العليا وتسلق السلاليم بسرعة البرق ، و بالمقابل لطخ صورة جيل بأكمله وأزال عنه حجاب الهبة والتقدير. الأستاذ إبراهيم لم يكن انتهازيا أو وصوليا ولم يخن مبادئه رغم كل الإغراءات وفضل أن يواصل المسير رغم كل الهزائم التي تلاحقت واحدة تلو الأخرى على المستوى المحلي والوطني والدولي . تنقل في مناطق عديدة من المغرب معانقا كتبه مجالسا تلامذته رغم بلوغه العقد الخامس ، دون كلل أو ملل وذلك بشهادة كل من يعرف دا إبراهيم .أمن بالفكر الشيوعي حتى النخاع .الأستاذ إبراهيم موسوعة في الفكر و الأدب وفي الفلسفة واللغات وخطاط ماهر تبهر كتاباته أعين الناظرين سواء كتب بالعربية أو باللاتينية ،كما أنه حافظ للكثير من النصوص القرآنية ، نكته لا تنتهي. مستملحاته عين لا تجف ، حافظ للشعر بكل اللغات خاصة إيزلان الأمازيغية لا أعرف كيف سأصفه هل يكون ثوريا تقدميا شيوعيا أم يكون راديكاليا أمازيغيا كونيا،كل هذه الصفات تتنافس لكي يكون دا إبراهيم إحداها لكنني أقول أنه كامل الأوصاف.أنهي هذه الكلمة المتواضعة ببيت شعري يردده كثيرا : كر بومية د أغبالو أكي تجرا كروشن تيفاوت كروشن تادكات . Ger boumia d oughbalou agi tjra krouchen tifawt krouchen tadgwat ترجمة البيت الشعري : ورطتي بين بومية وأغبالو * كروشن في الصباح والمساء . محمد زروال تونفيت