أصبحت ظاهرة السطو على الحواسيب المحمولة متفشية ،ليس فقط في المجتمع المغربي ،بل في العالم العربي على الخصوص ،وهي لا تحتاج إلى تفسير ،لأن أصحابها فئة فاشلة دراسيا ،تمارس العنف المضاد ضد زملائهم ،كما هو الشأن داخل الفصل الدراسي ،وكونها تعاملت مع المعلوميات ،وتلذذت بنقراتها ،واعترفت بقيمتها... بدأت هذه الظاهرة مشوارها بداية ،من محطات الحافلات ،وهي المكان النشيط ، للتربص بالضحية ،في استغلال عامل السفر والوقت...ولو تطلب الأمر استقلال نفس الحافلة ، في انتظار الوصول إلى إحدى محطات الاستراحة ،بعد عناء السفر ،تسهل فيها عملية السطو ،بحيث يكون فيها المسافر منشغلا بين ماهو بطني ،وقضاء الحاجات ،وتبعات السفر.. هذا ولم يسلم منها حتى مكتب السيد الوزير ،ولو بطريقة حضارية! كتحد سواء لحزب العدالة والتنمية أوالمكلفون بحراسة المقر ... بل من خلال ما تطلعنا به وسائل الإعلام ،فقد طالت مكاتب الأطباء والصيادلة ، الذين لا ينامون من أجل انقاد حياتنا ،وبفضلها يراقبون صحتنا ،وقد طالت بعد كتابة هذه السطور جامعات وأبناك ..ومما نخاف عليه ،هو اقتحام أماكن تحتوي على مواد قابلة للاشتعال ،كالمختبرات... هذه المعدات الإلكترونية ،لها قيمة ،سواء من حيث التنفيذ ،مع غياب الأمن ،وأبسط شروط الحماية ،من حديد أو حتى زجاج من النوع الجيد ..زادها عدم احترام المؤسسات العمومية ، ومكان تحصيل العلم، وصناعة رجل الغد .... أوقيمتها المادية ،التي تفوق أحيانا 20.000 دهم ،كما هو حال المؤسسات التعليمية التي نحتوي على حقائب من الحاسوب ،و المسلط " الداتاشو " .بل نجد مؤسسات سرقت قاعات إعلاميات بأكملها ،بمجموع 12 حاسوبا على الأقل ،ومن النوع الجيد ،والحكم للرياضيات لجمع المبلغ ،الذي يصل إلى المبلغ الذي كان يتقاضاه كل من " كزافيي " و"كريتس "كلها تباع بأرخص الثمن إلى جهات متخصصة في عملية الاستقبال ،وبثمن لا يتعدى أحيانا 600 درهم ،وهناك مؤسسات ،استفادت من هذه المعدات في إطار شراكات مع شركات أجنبية ،والواعية بالطرائق البيداغوجيا الحديثة ،المؤدية إلى تطور وتقدم المجتمعات ،والتي انصبت اهتمامها على العنصر البشري. زودت بها بعض المؤسسات كأحدث سلاح معلوماتي ،يقدم للأبناء لمواجهة الجهل عدو البشرية ...لكن سطت عليها يد البشر ،فضيقت معارفه ...تفتح تساؤلات ،عن الأسباب التي تحول دون معرفة هوية هؤلاء النشطاء ،الذين يكون في غالب الأمر من خارج المكان ،لأن أبناءه ليس في صالحهم ذلك ،مادام أطفالهم هم المستهدفين .. وبما أنها تجهيزات باهظة الثمن ، ،علينا إعداد جيش محترف ، لاحتضانها ،وحرس حدود حرمة للمؤسسات التعليمية ،وما تتوفر عليه من ممتلكات ،وعلى رأسها الرأسمال البشري ،لحمايته ،وإبعاد كل أشكال العنف عليه ،من شأنها أن تخلق له تدمرا وإحباطا ،ويجب أن نخلق له فضاء محببا ، يتشبث فيه بالتربية على القيم ،والتربية على المواطنة ،ينخرط فيها جميع المتدخلين ومن جميع القطاعات وفعاليات المجتمع المدني ... تحقيقا لنجاح المنظومة التعليمية ،وتكوين المواطن المغربي ،الذي نريده ، القادر على مسايرة المستجدات والتطورات العالمية ..ووضع مصلحة الطفل فوق كل اعتبار،لأنه محور العملية التعليمة التعلمية،،لأن المشكل ،ليس في البيداغوجيا ،أوتدبير الزمن المدرسي ،أو الزيارات المفاجئة الغير مواكبة للعملية بحثا عن الثغرات والحضور جسما ! ...بقدر ماهو تكثيف الحملات التحسيسية ،يساهم فيها الجميع تكون فيها وسائل الإعلام حاضرة بقوة ،لتلميع الصورة الحقيقية التي يجب أن نتعامل معها ،مع فئة تعتبر قطب رحى المجتمع ،مادام جهاز قياس درجة تقدم الأمم هو التعليم ..وألا هذه الشريحة من الخلف ..وألا ننجر مع الاستثناءات، لأنه يوجد من ليس في صالحه ،تقدم هذا البلد الحبيب،حفاظا على مصالحه الشخصية .. إذن لابد من مشاركة الجميع في إنقاذ المدرسة العمومية ،كي تسترجع كرامتها ،وإعطاء العناية الكاملة لها ، بتوفير الفضاء المناسب للطفل ،وحمايته من المخاطر التي تهدد حياته،تفتح أمامه آفاقا مستقبلية ولأسرته ووطنه :ويبتعد من أشكال الانحراف والسلوكات المؤدية لحرية الآخرين ،وتمتعه بكامل الحقوق ،التي نصت عليها الاتفاقات الدولية ،وبالتالي نصب كاميرات لرصد تحركاته ،لا صوب رجال التعليم ،وذلك لاجتثاث العراقيل التي تعيق ،مسار المنظومة التعليمية، حتى يؤدي التعليم لرسالته الشريفة ،في أحسن الظروف ...ونقتدي بما قاله الحكماء في حقه.... أحمد ونناش