أكد المؤطر الرقمي المصطفى المهذب* أن ما تعيشه المؤسسات التعليمية بالمغرب ليس إدماجا لتكنولوجيا الإعلام والتواصل، بقدر ما هو إدماج للمعدات والتجهيزات المعلوماتية وعدد من البرانم دون تفاعل افتراضي منشود. وتسائل في ورشة إقليمية نظمت مؤخرا بمراكش” من أجل امتلاك تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالمؤسسات التعليمية، عن علاقة المدرس بوسائل تكنولوجيا الإعلام والتواصل وكيفية جمعه وتدبيره للمعطيات الرقمية. وهل وصلت منظومتنا التربوية إلى إدماج الحاسوب والآليات الإعلامية بالشكل الصحيح في القاعات الصفية؟ وهل البرانم التي تقدمها الوزارة كافية للمدرس لتحسين الجودة؟ وأكد المهذب على غياب التكوين الأساس والمستمر لرجال ونساء التعليم في مصوغة تكنولوجيا الإعلام والتواصل خصوصا فئة المدرسين، وأن البرانم المتوفرة غير كافية، علاوة على قلة المحتوى التعليمي الرقمي. وراهن الباحث الرقمي على التكوين الذاتي كآلية إستراتيجية لامتلاك تكنولوجيا الإعلام والاتصال بالمؤسسات التعليمية، بدل السقوط في الانتظارية. واعتبر السبورة التفاعلية دعامة إعلامية لها وظائف عديدة بالمدارس، فهي تستخدم كسبورة عادية للكتابة، والتحكم في الحاسوب، وتمكن من إدراج مؤثرات ودعائم الفيديو، الصوت، الصور ...، وخزن الملفات، وعقد اجتماعات افتراضية، وإنشاء أقسام افتراضية ، الربط بالكاميرا، الربط بشبكة الأنترنيت... بيد أن هذه السبورة التفاعلية في القاعات الصفية انتقلت من السبورة السوداء إلى البيضاء، وانحصرت وظيفتها في الكتابة، بعيدا عن مفهوم التفاعل والتنشيط ببرانم محددة وتقنيات معلوماتية بيداغوجية ترقى إلى إنتاج سيناريوهات تربوية وموارد رقمية تسهل الانخراط في مجتمع الإعلام والتواصل. خصوصا وأن الإحصائيات تشير إلى توفر منطقة الرحامنة على ما يربو من 60 سبورة تفاعلية يستعملها المدرسون بالأقسام للكتابة فقط وليست للتفاعل بين مكونات العملية التعليمية التعلمية أستاذ / تلميذ/ مفتش، كما أن جهة مراكش تتوفر على أكثر من 200 قاعة متعددة الوسائط، منها على الأقل 60 بنيابة قلعة السراغنة مغلقة. وراهن المهذب على إنجاح برنامج تعميم تكنولوجيا الإعلام والتواصل بالمؤسسات التعليمية بالموارد البشرية المجددة ( أستاذ، مدير، مفتش ) المواكبة للتطورات الرقمية تجهيزا ومحتوى، ومتشبعة بقيم التقاسم والانفتاح وتعميق العمل الجماعي في مواجهة قوية لكل أشكال الممانعة. * يعتبر المصطفى المهذب واحد من المبدعين الذين عرفوا بمدينة ابن جرير بانخراطهم المبدع في مجال الإعلاميات . أستاذ للعلوم الفيزيائية ومنشط بالتلفزة التفاعلية ومنسق لمشروع أنوار الرحامنة في إدماج السبورة التفاعلية. رئيس جمعية تربية تيك ، عضو Satatonce الانترنيت الفضائي مبتكر السبورة الالكترونية التفاعلية، الأول من استعمل الحاسوب كوسيلة بيداغوجية في القسم بالمغرب سنة 1986، صاحب برنامج wiigraph المسجل الأوتوماتيكي للمنحنيات بالحاسوب، وصاحب برنامج ” الحماية الأبوية التربوية ” سبق له أن حصل على عدد من الجوائز الوطنية والدولية في إدماج التكنولوجيات الحديثة. فضاءات تانسيفت