على مهلك أيها البساط، خفف السير،أشعر بحرقة في كبدي، ونبض القلب فوق العادة، أشعر بنفسي أحدا آخر، إنزل قليلا جهة الوسط، لا تجر ضد التيار، نحن بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض، هذا موطني،ليس في الأمر شك، وهنا الجزائر وموريطانيا بالجوارين،أليس كذلك؟ كنت دوما تلميذا نجيبا في الجغرافيا، وأحقظ مواقع موطني عن ظهر قلب، وأراها بعينين مغمضتين، أراها في الصحو وفي النوم تسكنني في اليقظة وفي الحلم حب الموطن كضربة شمس قد تفقد العقل، وقد تقتل، وكضربة أول حب أبدا لا ينسى، وأين المدن، والقرى والمداشر، أين مدينتي خنيفرة،مسقط الرأس جوار نهر أم الربيع، والشحرورة طنجة،حيث حبيب الطفولة هرقل، ومدرستي الأولى ب''عين قطويط'' والمدينة الإسماعيلية، في الطريق إلى طارق بن زياد،الثانوية وهل تسمع الدقة المراكشية، والركادة، وضرب الوتر بريش الطير، وتماوايت، وهل ترى قرميد القرويين، وبساتين الرومان والإغريق، ومآذن الفاتحين، و أحلام الأندلس بالأمس، ووهم الغد .. أين أختفت كل أسماء موطني، وأين الجبال، خفف السير، أشعر بمغناطيس الحق يجر البساط، لا تجر ضد التيار، ولا تصب البنزين على النار، أشم رائحة الأطلس، ورائحة الجبن الأبيض، ثم أين هي الجبال، هل دكت كلها،لست أرى الريف، وأين الأطالس،المتوسط والكبير والصغير، وخلي العياشي، وصاحبي تاصميت، وما هذه الحدود،بداخل موطني، جهات..؟ أم أوكارا لملوك الطوائق في الخفاء كفانا من الدول، والدويلات، كفانا من الكذب والنفاق، كفى، قلت كفى، لتقولون أياما قريبة قادمة، أن رجلا بسيطا مثلي، قال كفى، وأين الأساطيل والمراكب، وسمك البحر،والأنهار، ومقالع الرمال، لست أرى على البحر،غير الظلمات، وغرقى في المضيق،في الذهاب والأياب، أرى فقط مصطافين يسهرون على زورق من ورق.. وغريق يستنجد أمام أعين المصطافين طوال النهار بغريقين، بالنهار يستنجد بالغرفتين، وبالليل يطلب عون إعلام رديء على محطتين، أشعر بمغناطيس الحق يجر البساط، لا تجر ضد التيار، ولا تصب البنزين على النار، إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل Dimofinf Player على بساط الريح.. كشكول الربيع