عبد الغني الصديق بينما كنت أستمع لإحدى المحطات الإذاعية الخاصة إذا بي أتفاجأ بمادة إشهارية لمسحوق غسيل تحركت معها مشاعري منذ الوهلة الأولى لأن محتوى هذا الإشهار يتنافى وخصوصيات المجتمع المغربي بشتى أطيافه فعندما يصبح الرجل يحتاج لأكثر من "تصبينة " فماذا علينا القول آنذاك ؟ من عاداتنا أن الملابس هي التي " تصبن " ,وحتى إن كان لابد من تبيان فعالية المسحوق فمن الأولى إظهاره فيما يصلح له لا المساس بمشاعر المواطنين وبالخصوص الرجال منهم في هذه المادة الإشهارية ربما تكون هذه سياسة صهيونية للتفريق بين فئات المجتمع المغربي تعمل بالمثل القائل " فرق تسد " كيف لا وهي من خلال اسمها المستوحى من أسماء الصهاينة " أريال " . ومن غير المعقول أن تقبل المؤسسات الإعلامية كالإذاعات والقنوات ... مواد إشهارية تبث على أمواجها وشاشاتها لا تراعي أخلاقيات المجتمع المغربي . إن المشكل الحقيقي هو إن أصبحت مثل هذه الإشهارت عادية على شاشاتنا كما الحال بالنسبة للمسلسلات المدبلجة المتدنية التي تحمل في طياتها رسائل لكل أطياف المجتمع المغربي , فمرة أخرى لن يقتصر الأمر عن الجنسين بل سيتحول إلى ماأكبر من ذلك أي الصراع الثقافي نظرا لما يتوفر عليه المغرب من تنوع ثقافي ( الريفية ,الحسانية , الأمازيغية ... . ) , فمفثل هذا الصراع ما أقدمت عليه هذه الشركة لتسويق منتوجها إلا أن الصراع كان فرديا بين الرجل والمرأة لا جماعيا . إن كان الوزر كل الوزر تتحمله الشركة المعنية بتسويق منتوجها إلا أن الإذاعة أو القناة التي تبث مثل هذا الإشهار تتحمل نصيبا من المسؤولية لأنها لا تبالي بمقدسات الشعب المغربي وكل ما يهمها هو ربح المال بشتى الوسائل المشروعة منها وغير ذلك إلا أن من الملاحظ أن هذه الإذاعة خاصة ولم يسبق لي أن رأيته أو سمعته على شاشة أو قناة في ملك الدولة إذن يبقى السؤال المطروح هو ألا تستجيب الإذاعات الخاصة بمقتضيات دفاتر تحملاتها المفروضة عليها من طرف الوزارة الوصية ؟ أو كون هذه المقتضيات لا تقيد المؤسسات الإعلامية من بث هثل هذه الإشهارات ؟ خلاصة القول إن كانت هناك منظمات تدعو بتحرير المرأة فقد تأتى لها ما تناضل من أجله لتجتاز هذه المرحلة إلى ما أبعد من ذلك أي : السيطرة " حينما يصبح الرجل غسيلا بين يديها " حسب الإشهار هذا تقريب من حوار الإشهار سيدتان تتحدثان فيما بينهما تقول الأولى بأن زوجها دخل متأخر فخاطبتها بهذا الأسلوب " دخل معطل أو صبنتو واحد التصبينة ... " فردت عليها الأخرى قائلة : "أوعلى الراجل خاصاه غير تصبينة وحدة "