أمر لا يصدق ، ولكنه حقيقة : قضت المحكمة الابتدائية بأزيلال في الملف الجنحي رقم : ****/** ، بتاريخ 09 - 02 - 2012 ببراءة شخصين في ما نسب إليهما (إلى غيرهما) من فعل الضرب والجرح إثر شكاية مقدمة ضدهما لدى السيد وكيل الملك بالمحكمة المذكورة آنفاً . الأول يبلغ من العمر 82 عاماً حيث ازداد سنة 1930 ، متزوج وله تسعة أبناء ، والثاني 44 عاماً ، ولد سنة 1968 ، متزوج ، مهنته فلاح وله ثلاثة أبناء . ويستفاد حسبما ورد في الحكم القضائي أن هذين الشخصين يسكنان بدوار تمرزوقت بجماعة تمدا نومرصيد ، إقليم أزيلال. مراسل أزيلال أون لاين ثبت لديه ، بوسائله الخاصة ، أن هذين الشخصين لا ينتميان إلى دوار تمرزوقت كما جاء في منطوق الحكم ، بل لا وجود لهما بصفتيهما الواردتين في الحكم القضائي على تراب إقليم أزيلال إطلاقاً . الملفت للنظر في هذه القضية ليس الحكم ببراءة الشخصين ، فهذا أمر آخر ولنا كامل الثقة في قضاتنا وقضائنا بصفة عامة ، ولكن الملفت للاستغراب هو إدراج شخصين في حكم قضائي باسميهما وعمريهما وصفتيهما وعنوانيهما ، ولا وجود لهما نهائياً ، حيّين أو ميتين. وأمام هذا الوضع ، من حق المشتكي ، بل ، المشتكية في موضوع الدعوى طرح هذا السؤال : " ما محل منطوق حُكم صدر في حق من لا وجود له ؟". ومن حقها أيضاً إصدار حكمها الشخصي المنطقي ببطلان نتيجة الحكم . هذا الموضوع يذكر بمقولة مشهورة متداولة بين الناس : " كل شيء بالمقلوب "، عفواً : " كل شيء بالمكتوب " أي كما هو مُقدر ، إلا أن المعنى يختلف هذه المرة ، فهو فعلاً مكتوب ولكن هذه الكتابة إنسية وليست إلهية. الشكاية قدمت ضد شخصين ، والحكم صدر بقضاء البراءة لفائدة شخصين آخرين أحمد أوحني [email protected]