ليعذرني الكبيران الشاعر أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام وكل من يحبهما إن اقتبست عنوان هذا المقال من قصيدتهما المشهورة والتي جاءت آنذاك لتفضح واقعا مصريا مريرا سمته الأساسيةالفوارق الطبقية الصارخة.وأنا أقرأ هذه القصيدة تراءى لي واقعنا المغربي بكل تلاوينه المجتمعية وفوارقه الاقتصادية،فطرحت نفس السؤال :من هم؟ ومن نحن؟فجاءتني الإجابات من الواقع المعاش :هم الحاكمون ونحن المحكومون،هم أصحاب القرار ونحن رعاع وغوغاء،هم أصحاب الملايير ونحن بالكاد نتمكن من توفير الضروريات،هم يسكنون الإقامات الفاخرة ونحن أرهقت مصاريف الكراء كاهلنا،هم يدرسون أبناءهم في كبريات الجامعات العالمية ونحن نكدس فلذات اكبادنا في مدارس يحاولون طمس هويتها ودورها التاريخي،هم يعالجون مرضاهم في المصحات الخاصة ونحن ننصح مرضانا بالأعشاب وزيارة "الأولياء والصالحين"،هم يركبون السيارت الفارهة ونحن نتكدس في وسائل النقل العمومية،هم "يتسوقون"المراكز التجارية ونحن ليس لنا إلا الأسواق الأسبوعية،هم يلبسون ملابس مستوردة على مقاسهم ونحن كذلك ننافسهم في هذا الأمر الفرق فقط في كون ملابسنا مستعملة،هم قلة قلبلة ونحن أغلبية ساحقة. هناك كثير مما يمكن أن يقال عنهم، هم "البورجوازية المتعفنة"، وعنا ،نحن الطبقة الكادحة التي "دوخها فول" الشيخ إمام،لكن السؤال المطروح هو:إلى متى ستستمر هذه المفارقة العجيبة في هذا الوطن؟ان يزداد الغني غنى والفقير فقرا؟؟؟؟؟ومتى سنتخلص من تلك "الدوخة المتوارثة" وننادي بتقليص هذا البون الشاسع أم اننا سننتظر"ليقضي الله أمرا كان مفعولا". ابو بسمة