الكل من يشاهد مواقعنا الالكترونية وصفحات الفايسبوك وكذا الاعلام الوطني يلاحظ اهتماما مبالغ فيه ل"مغنية" قيل بانها تمثل المغرب في مسابقة كلها فجور وعري وانحلال ، مسابقة عربية تشارك فيها مغربية تحلم بان تصبح فنانة مشهورة وتضيف رقما للمغنيات العربيات اللائي يتقن اللعب بالجسد اولا ثم الحنجرة ثانيا ، فنتمنى ان لا تنساق "دنيا باطما " نحو الاثارة والاغراء. بعد أن أقصيت في برنامج الشطيح والرديح استوديو دوزيم ، لم تكتفي "دنيا باطما" بالإقصاء فأرادت ان تحلق عاليا وتثبت للجنة التحكيم التي أوقفت مسيرتها في برنامج الشوهة بقناة العري والانحلال بأنهم لا يفقهون في الفن شيئا وأن ما بينهم وبين الغناء غير الخير و الإحسان ، فتهافتت على برنامج بقناة م بي سي من اجل تفجير طاقاتها وترفع العلم المغربي كما ادعت وكأنها سترفعها في العلم او الدين أو .....لكن الأمر المخجل والذي يجعلنا نحشمو على عراضنا هو التطبيل و النفيخ ، استقبلوها بالأعلام والزغاريد ، كاميرات تصور و صحافيون يتهافتون على السفاهة ، الكل يحاول أن يتقرب منها ليأخذ صورة تذكارية ، صحافة السخافة أفردت لها صفحة كاملة واستجوابات وحوارات في قنواتنا التافهة و نبش في حياتها وكأنها عالمة فيزياء أو كيمياء أو كاتبة أو أديبة ؟ كل هذا يقوم به الإعلام الوطني ، لكن السخرية هي ما قامت به القناة الثانية بلا حشمة وبلا حياء ، عندما كانت "باطما" مغمورة في المغرب ، أقصيت في برنامج الانحطاط و ولوها الدبر ، وعندما تأهلت للنهاية استضافوها في نشرة أخبار رئيسية وكأنها حصلت على ميدالية ذهبية في منافسات رياضية ، لكن المذهل هو تدارس اتصالات المغرب مسألة تصويت المغاربة لدنيا باطما مجانا ، ولكن نحن من سيدفع التعويض من خلال الاقتطاعات في الرصيد . إن ما يثير الدهشة و يدعونا للبكاء عوض الضحك هو هذا التطبيل لمغنية عوض الاهتمام للأطفال الجوعى في كل أنحاء المغرب ، للأرامل اللائي يصارعنا "دواير الزمان" من اجل تامين لقمة العيش لأبنائهن . لما لم تثر هذه الضجة الإعلامية حينما حوصر سكان الجبال بالثلوج ؟؟؟، فمنهم من مات ومنهم من ينتظر النجدة ، لما لم يهتم إعلامنا المنحط بالفقر الذي ينخر المواطن المغربي من طنجة إلى الكويرة ؟؟؟؟ يا أمة ضحكت من غبائها الأمم ، أمة تعشق الشطيح والرديح ، امة نخرها الفساد فنسيها رب العباد ، أمة تعصى الله بالليل والنهار فانحبست بعصيانها الأمطار، امة نسيت ربها واتبعت هواها فنسيها ربها .