استطاع البائع المتجول في سيدي بوزيد وسط غرب تونس ،محمد البوعزيزي ،الذي أحرق نفسه ،على اثر الإهانات، والمضايقات ،وضد الحكرة بعاميتنا ، التي تعرض لها من طرف أشخاص لا حقوق ولا كرامة في قاموسهم ...محمد البوعزيزي الذي أعاد للفكر حريته بعدما فقدها مع عمالقة القمع والسلطة والديكتاتورية المطلقة ، جعلت بيته مزارا للعالم.ومزار والدته منوبية التي تعتبر أجملهن ،مادام عاد لها مستشهدا ،بلحن مارسيل خليفة ،وبدون صلاة نهار ...أشعلت شرارة ثورة شعبية لا مثيل لها ،غيرت صورة الواقع ،زلزلت أنظمة هشة ،مادامت تحت تأثير الغلاف الضعيف.....بدء بأول ضحية من بني الجلدة زين الهاربين ،نال على إثرها أخوه سالم البوعزيزي نيابة عنه جائزة ساخاروف « للفكر...التي قدمها البرلمان الأوربي ،وبدوره أهداها للشعب التونسي ...!هذا التكريم الذي اعتبره سالم البوعزيزي اعترافا دوليا لمحمد في الثورة التونسية ..وللإشارة فقد تم تتويج خمسة ناشطين في كل من مصر واليمن وليبيا وسوريا في شخص الرسام الكاريكاتوري علي فرزات التوأم مع ناجي العلي ؟ خمسة ناشطين قطفت خمسة رؤوس أينع فيها الفساد ذروته، تفشى فيها الجهل بالمرحلة التاريخية للمجتمع ،غير مبالين بالحالة النفسية والاجتماعية لعبد الله العروي في تاريخا نيته؟ محمد البوعزيزي الذي رد لمدينته الثقافية ، المهمشة ،المنسية ،مع الانشغال في الملذات ولحم طير مما يشتهون ،وكؤوس من معين ...كرامتها، وإنسانيتها، وعزتها وفكرها المقموع .. مكسرا بذلك جدار الصمت ،جعلت مدينة سيدي بوزيد تعتبر 14 من يناير من كل سنة عيدا للثورة والشباب كذكرى للشرارة الأولى للثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس التونسي بن على ...خلاله سينظم مهرجان على مدى أربعة أيام يدشن فيها نصب رمزي لشهيد الثورة ،كما انه سيقام معرض لجميع الشهداء ،إضافة إلى ندوات فكرية ،وأفلام وثائقية عن يوميات الثورة ...نتمنى أن نستمتع بربيعه في شتائنا وعلى الهواء مباشرة إلى ابعد نقطة على وجه البسيطة بدون أقمار صناعية ..ولا طائرات تجسسية... عام على ثورة الحرية والكرامة وحلول السنة الميلادية الجديدة، والتي مجموع أرقامها خمسة بسقوط خمسة مبالغين في الدس على الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية...دون أن يفدوا أحدا ....؟أعطى من خلاله صفارة انطلاقة الربيع العربي ،دكت على إثرها أنظمة لها وزن تضليلي سابقا على الصعيد الدولي ؟وإذا كانت فرقة العاشقين شارع مخيمها يغص بالصور ،انطق منها الشهيد فأنطق الحجر لما كان الميعاد في القدس ... فشارع سيدي بوزيد الفقير شهيده أنطق ثورة اجتثت حراس سجون الكرامة، وحقوق الإنسان،والحرية ..حصد منها العالم منتوج التغيير ..أعادت الفكر إلى رشده ،بعدما كان شاردا ،موقفا بذلك عجلة التنمية.. فاعتبروا ياأولي الألباب ، واذكروا ربكم قياما وقعودا ،وعلى جانبكم ،قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا..سبحان الله قد ظلمت نفسي ،فاغفر لي ذنوبي ،لأنه لايغفر الذنوب إلا أنت....!