يتسلم خمسة من نشطاء الربيع العربي اليوم جائزة ساخاروف لحرية الرأي 2011، التي يمنحها البرلمان الأوروبي، على الرغم من أن ثلاثة منهم فقط سيتمكنون من حضور مراسم التسليم بأنفسه. وقد نال جائزة ساخاروف لعام 2011 التونسي الراحل محمد بوعزيزي، مفجر ثورة الياسمين في تونس والتى امتدت إلى الكثير من الدول لتأخذ اسم "الربيع العربي"، والناشطة المصرية أسماء محفوظ والليبي أحمد الزبير السنوسي، والسوريان رزان زيتونة وعلي فرزات، رسام الكاريكاتير الشهير بحسب ما ذكرته مصادر من البرلمان الأوروبي. ولن يتمكن من حضور تسليم الجائزة سوى أسماء محفوظ ورسام الكاريكاتير فرزات والسنوسي نظرا لرحيل البوعزيزي إثر إشعاله النار في نفسه ليفجر شرارة الثورة التي أطاحت بنظام التونسي بن علي واختفاء زيتونة في ظل قمع النظام السوري للاحتجاجات المعارضة. وكانت الكتل البرلمانية الكبيرة في البرلمان، مثل الشعبيين والاشتراكيين والخضر قد أجمعوا على ترشيح النشطاء الخمسة. وأضرم محمد البوعزيزي النار في نفسه في 17 ديسمبر /كانون أول العام الماضي في بلدة سيدي بوزيد، وتوفي بعد أسبوعين، مما تسبب عمله في اندلاع تحرك شعبي واسع أدى إلى قيام الثورة في تونس واسقاط نظام بن علي، بعد 23 عاما من السيطرة على الحكم. اما أسماء محفوظ قد أشعلت حماس مواطنيها بشريط مسجل تم بثه على موقع "يوتيوب" الإلكتروني، قبل أيام من قيام ثورة 25 يناير/كانون ثان الماضي، حين اندلعت أول احتجاجات ضخمة تطالب بإسقاط الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. ودافعت الناشطة المصرية خلال الفيديو عن "شرف" و"كرامة" المصريين، وحثتهم على الخروج إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم الإنسانية، وللاحتجاج على فساد النظام السابق. كما يعد السنوسي أقدم "سجين رأي" في لبيبا وأدين بالتأمر على نظام العقيد الليبي المقتول معمر القذافي وقضى 31 عاما خلف القضبان. وتعد زيتونة صحفية ومحامية وناشطة في مجال حقوق الإنسان بسوريا، كما خصص فرزات ريشته لانتقاد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في كل صفحات العالم، مما عرضه للاعتداء السافر من قبل زبانية نظام بشار الأسد. يشار إلى أن جائزة ساخاروف تخلد ذكرى العالم النووي السوفييتي أندريه ساخاروف الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1975 لدفاعه عن حقوق الإنسان ومعارضته للبرنامج النووي للاتحاد السوفيتي السابق والسياسيات القمعية. ويقوم البرلمان الأوروبي منذ عام 1988 بمنح الجائزة سنويا لأشخاص او مؤسسات ساهمت بشكل فعال في الكفاح من اجل الديمقراطية وحقوق الإنسان.(