مرت الانتخابات المغربية في امان , تصدر حزب العدالة و التنمية قائمة الاحزاب التي ستشكل البرلمان بفارق كبير عن الحرب العتيد حزب الاستقلال الذي حل ثانيا ,عين جلالة الملك مجمد السادس السيد الامين العام للحزب المذكور رئسا للحكومة كما ينص على ذلك الدستور الجديد ,ارتمى السيد الامين العام في حضن حزب الاستقلال منذ الوهلة الاولى .ت وسل الى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ان ينضم الى الحكومة المقبلة لعله يتقي الضربات الموجعة التي ستجهد كيانه في القادم من الايام و التي من المنتظر ان يتلقاها من حلفائه في العلن و اعدائه في السر ,لقد ادرك ان الامور الجدية قادمة و ان زمن الشعارات و الخطابات الغوغائية قد انتهى و ان المستقبل بحاجة الى رجالات دولة و سياسيين محنكين لا الى ائمة المساجد و خطباء الجمعة .انه وقت الجد و العمل فالمواجهة بعد الان ستكون ستكون مواجهة مع العالم بفطاحلته و ليس مع اناس عاديين . باختصار حسب اعتقادي المتواضع العدالة و التنمية في ورطة حقيقية 'اقنع المغاربة بجدواه و لكنه لا يتوفر على الادوات و الامكانيات الذاتية لاقناع العالم بهذه الجدوى لانه باختصار لا يتوفر على رجالات الدولة و انما على ترسانة من الرجال العاديين القادرين على التواصل مع المغاربة البسطاء الذين يشكلون الاغلبية اعتمادا على توظيف الدين في السياسة .ان المتفحص المتمعن في قائمة النواب و الاطر الحزبية للحزب الاول في المغرب سوف يندهش من جراة هذا الحزب السياسية التي اعطته المرتبة الاولى دون ان يكون مهيئا سلفا للاسهام في الدفاع عن المصالح الوطنية , فاين هي امتدادات هذا الحزب خارجيا ؟هل استطاع ان يمتن علاقات مع الخارج سواء كان منظمات او حكومات او اشخاص ؟ ان المتتبع للشان السياسي سوف و لا شك يدرك ان هذا الحزب لم يستطع ان يمد الجسور فيما مضى من السنوات حتى نحو الاحزاب و الدول القريبة منه اديولوجيا كحزب العدالة و التنمية التركي او حزب النهضة التونسي ,,, اما بفعل انضباطه المبالغ فيه للتعليمات او لنقص في التواصل و التكوين لدى مناضليه ,لقد كون هدا الحزب خلال مسيرته مناضلين اسلاميين و لكنه لم يستطع ان يكون رجالا للدولة,فحتى امينه العام لا يزال يعاني من عقدة ربطة العنق و يطرحها موضوعا للنقاش في الفضائيات و البرامج التلفزيونية ,تاملوا طريقة نقاشاته و معالجته للامور السياسية وشكل لاتلويحه بيديه يمنة و يسرة عشرات بل مئات المرات في الدقيقة الواحدة , تصوروا معي رئيسحكومتنا يناقش موضوعا سياسيا مع رئيس حكومة الصين مثلا و هو يلوح بيديه بدون انقطاع لا شك انه سيتسبب لنا في ازمة سياسية لا قدر الله . بعد كل ما سلف ,يتاكد لنا السبب الدي جعل حزب العدالة و التنمية يصر على استقطاب الاحزاب المشكلة للكتلة الوطنية ,حزب بهذه المواصفات و هذه الاختلالات كيف استطاع ان يحرز على اغلبية مقاعد مجلس النواب . ان اهم السباب في اعتقادي يمكن ان اوجزها كما يلي : 1- انعكاسات الربيع العربي على الساحة السياسية المغربية و خاصة النتائج التي حققها حزب النهضة في تونس . 2-الحياد السلبي للسلطات في الانتخابات و ذلك قصد ابراز منافس قوي و شرس للحركات المناهضة للانتخابات و الدستورالجديد و خاصة حركة 20 فبراير . 3- الاعتماد على الدين في السياسة و توظيفه لتحريك و خلخلة الوجدان الشعبي وخاصة داخل المساجد و خلال المناسبات الدينية . 4-الياس و الاحباط الذين اصيبت بهما الطبقات الشعبية من جراء فشل التجارب السابقة و خاصة تجربة التناوب التي قادها المناضل عبد الرحمان اليوسفي في مرحلة حرجة من تاريخ المغرب . 5-استقطاب فئات عريضة من رجال التعليم و المدرسين و طلبة المدارس الدينية و الفئات المهمشة . 6- انتشار الجهل و الامية بنسبة عالية داخل الاوساط المجتمعية وخاصة الفقيرة منها . و ختاما لايسعني الا ان اطلب من العلي القدير ان يكون اعتقادي فيما ذهبت اليه مجانبا للصواب و ان يكون تحليلي هذا مجانبا للصواب لان هذا الوطن سوف لن يكون بمقدوره ان يعيش انتكاسة اخرى قدتعصف به عميقانحو المجهول الذي وقانا الله و اياكم من شره امين يا رب العالمين .