الشطط في استعمال السلطة .هو الشطط الأكثر شيوعا, عند الحقوقيين, والأعلاميين, حينما يتناولون تجاوزات رجال السلطة, في حق المواطنين.سواء في مرافعاتهم, أو مقالاتهم.لكن هناك شطط في استعمال سلطة أخرى. تتجاوز في تقديري سلطة السلطة, وجبروت ماكينتها القمعية.انها السلطة الرابعة:الصحافة ! وما يسطره الكتاب ,والصحافيين, من مقالات حول الحياة بمختلف تجلياتها .والأشخاص الذين يلعبون أدوارا فى هذه الحياة.الشطط في استعمال سلطة الصحافة. يمارسه بعض الصحافيين والكتاب. اما انتقاما, أو تشهيرا, أو ابتزازا.ويقع ضحية هذا الشطط أناس أبرياء. تتعرض كرامتهم للأهانة, وشرفهم للأحتقار.مما يولد لديهم ندوبا, وجروحا نفسية. قد لاتمحوها السنين. قديما قال الشاعر: (( للقلم والبندقية فوهة واحدة)). و هذا مثل مأثور, يبين مدى قوة القلم فى القتل. البندقية تقتل بالرصاص,الذي يخرج من ماسورتها. والقلم يقتل بالحبر الذي يرسم الكلمات, والمعاني على الورق, أو على صفحة الكمبيوتر. واذا كانت البندقية تقتل مرة واحدة .بأصابة في المقتل. فان القلم يقتل الأنسان عدة مرات .وقديما قال المثل الشعبي المغربي( بات فالحبس وماتباتش فالكناش)) يعني أن المبيت لليلة واحدة في زنزانة السجن أهون وايسر من المبيت على الورق.و نظرا للحمولة المعرفية, والرمزية المقدسة, التي يحملها القلم .فقد أقسم الله عز وجل في كتابه العزيز بالقلم بقوله: (( نون والقلم ومايسطرون)) صدق الله العظيم. وفي اية أخرى أمر سبحانه رسوله محمد عليه أزكى الصلوات بقوله: (( اقرأ باسم ربك الذي خلق)) صدق الله العظيم. القلم يجسد فعل الكتابة. والأنسان يجسد فعل القراءة. وعندما يقرأالأنسان مقالاأو كتابا . تنقل الكلمات التى يقرأها الأفكار والصوروالقيم الى وجدانه وذاكرته. وفي هذا الصدد روي والعهدة على الراوي .أن أحد فراعنة مصر القدامى .جمع الكتاب, والمعبرين, والعلماء. وسألهم من أين تأتي الكتابة. فتقدم كبير الكتاب, وقال للفرعون بأن الكتابة فعل كيميائي, تنصهر فيه الكلمات, والصور,والأحلام, والأرقام, داخل ذهن الكاتب. ثم تأخد شكلها حسب المعاني التي يمنحها الكاتب قوة وسحرا. فقال الفرعون للكاتب, لقد أمرتك أن تصف لي من أين تأتي الكتابة .فوصفت لي من أين يأتي السم.وتحدث الجاحظ في كتابه البيان والتبيين عن سحر البيان والقوة التي يتميز بها من يملك هذا السحر من الكتاب فى امتلاك قلوب الناس والتأثير فى وجدانهم. ان من يمارس الشطط في استعمال سلطة الصحافة. لا يقل قسوة عن من يمارس الشطط في استعمال السلطة.لذا فان المشرع وضع ضوابطا قانونية لحماية المجتمع. من سلاح الكتابة القاتل. وجبرا لأي ضرر قد يطال الأبرياء. لكن رغم ذلك مايزال هنالك فراغ قانوني يهم الشطط في استعمال سلطة الصحافة. يجب على المشرع أن يسده بالقوانين الرادعة. أسوة بباقي الدول الديمقراطية. التي يمارس فيها الصحافي سلطة قوية. تقوم على كشف الحقائق بالأدلة الدامغة .دون التشهير أو الأضرار بأي كان. فيما تقوم السلطة القضائية بتطبيق العقاب القانوني على كل خارج عن القانون. ان على الكتاب والصحافيين ألا يستهينوا بسلطة أقلامهم لأنها سلاح فتاك فى وجه الفساد وقوة ضاربة لكشف الحقيقة والسير نحو المستقبل بخطي ثابثة وأن يلتزموا بالحياد. ويتجنبوا أن يجرحوا أو يقتلوا بأقلامهم الناس الأبرياء...