. وأنا في عزلتي، تذكرت قبيلتي الأمازيغية التي تسكن وجداني، وحتى لا أنسى كنت بين الحين والآخر أستحضرها من الذاكرة. افتقدتها، وكتبت ما كتبت. وإليكم النص الرابع من كتاب "سفر ابزو". 4 زمن الأسلاف هل أحتاج إلى عاصفة من العشق لأعيد للزمن سيرته الأولى، منه عروس أزفها إلى من يفتقدون ذاكرة الأجداد، ساكن ، فأجعل هذا الوقت المسيج برغوته كما البحر، يلف حوله حرقته القديمة الجديدة، ويتلو تعاويذ بادت، ويبشر بما سيأتي ناشرا بخور نبوته على بقايا تجاعيد علَتْ بلدة ما عادت تتنفس غير كوابيس حلت بها منذ أن غرِقتْ أنوارها في ضباب حِقب شاخت في جلدها، فما تسمع لها غير شخير وسعال كشيخ عليل يكح رماد السنين. فها أنا ذا أمتطي ناقة ذاكرتي، أسعى بين غروب وإصباح، فلا أقطف غير العتمة. عاريا أمضي إلا من تشوقي إلى مستقبل يسكن الماضي، أنسج أجسادا على غير مثال، وأتقدم متقهقرا نحو الوراء، لعل الولادة تنبجس من خلف التلال والجبال، وتزرع بذور حلم طال انتظاره على رصيف تاريخ ممزق، أحقا يمكن للدموع أن ترسم صورا تنوّر في العين، وفي الأخيلة! وماذا أنا صانع ببؤسي لما يغرق في كؤوس عامرة بدماء من سكبوا دمائهم في شراييني التي ما فتئت تضيق مجاريها، من البعيد البعيد، يلوح لي مرفأ مركب أمتطيه، تشققت ألواحه، وأضاع توازنه، بين صهيل الريح، ورغاء البحر، لعلي إذ أصل البر أعيد ترميم أوراقه التي بهتث وتساقطت كأوراق سفر قديم. ترى ماذا يمكنني أن أصنع بزمن أحتل ذاكرتي، لا هو راغب في الرحيل، ولا هو عازم على البقاء.