الآن أصوِّب الذاكرة طلقة ، بيضاء في اتجاه جيش عرمرم من أحلام تسكن وهادَ ماض، غادرت ْنبض القلب الطافي فوق زبد الأيام..... ولا أدري أتطيش سهامُ التحديق ، أم تصيب لحظة شاردة عن سرب النسيان.، بعد انقراض الظباء من صحارى العمر...؟ أي حرب أخوض وحدي ولا نصرَ لي في التاريخ...؟ ثالثة الأثافي..هي صولاتي. وأي جغرافيا أحفظ على رخامة الورق الصقيل. تزيدُ أو تنقص في مُخيلة قارئ، يشطُّ حينا، ويشحُّ سنينا ؟ وأنا الحالم الوحيد ذو الذاكرة التي تشبه خرطوشة بيضاء، لا تسيل دمَ التاريخ ولا تقنص سوى جثث مشبوهة، في غابة الصمت. كم ورقا بمقابر لا أهل لها، راكمتِ الرّوح ُعلى رفوف العدم ؟ وعواصف هوجاء، تزّاور فصولُها عن ظمأ الأرض ، وتعيد العصف من ثقوب الكلام . بعيدا عن هذا الكوكب الموسوم با نتكاساتي ، أرسم اشتهاءَ أرض ، وأنصبُ خيمة ، سكنا لما هجَّرواْ من خيباتي. وهي أرض لا أحد ، يُشرع صُكوك إقصائي تصير بحجم الكون ، كلما نشرت أوراقي، وأدرت مفاتيح القول هامسا، أو جاهرا، أنا، أو من جاء على متن خيال، أو براق غواية، واصلا رحمَ الأحلام. أو من أ ُهْدر حبرُه، في صُحف هذه الأيام. لم يبق لي سوى هذه الهواية /الهاوية......... بإدمان سحيق ولا خمر ، إلا ما عتقتُ من حزن دفين، في جلسة دمار كبير ينشر ظِله من أخمَصِ حسي إلى قمة يأسي ويقول هيت لك ، في الهزيع الأخير من خيبة اللسان. هكذا، أتاخم حاضرا بليغا بمآسيه، يُقيلني، ويرسم بدلا عني تخوم َبلاغة، ناسفة، جِناس الحياة، وتوْرية الجمال. أنا الجندي المتهالك في خندق الإحساس أسمالي الشعرية ، ونياشين الكذب الجميل، ولا من غارة أتفقد ينفش الشعر فيها ريش طاووس ، أو أوداج ديك رومي. في الهامش المحفوف بشوك الصمت، حينا، والسكتة الشعرية، كلما أجذب الحنين..واعتراني غروب الأحوال. زبد القول، بي.... يرتطم غلة الروح ، لا يزيح عن نبتة الفرح، زحفّ خيبات، و تصَحّر أحلام . يطفئ فلا الآن أغمد ذاكرتي ، وأستثني الطلقات بيضاء لا أقنص وقتا مُسربلا بدم الأحباب.... وقتا مذعورا في دغل الأيام وقتا مَمْهورا بمخالب الأزلام وقتا فرًَّ من بين أصابع الحب ،وامتطى صهوة الأحقاد. محمد شاكر