فعلا علا صوت المواطن المغربي داخل الوطن وخارجه لكن ليس بالشكل الذي عرفته تونس ومصر والبحرين واليمن وليبيا والداعي إلى إسقاط النظام , فصوت المغاربة علا وارتفع بإسقاط الفساد ونزول المغاربة إلى الشارع , ليس ثورة ضد الملك ولكنه ضد حكومة أحزاب الأغلبية وسياسة التهميش والفقر والتجويع لأن الإدارة في يد الوزارة الأولى حسب دستور المملكة . نزول الشعب إلى الشارع يحمل مطالبه للملك وليس ضد الملك , ليسمع صوته إلى خادم الناس وخادم الناس سيدهم ولا فخر مادام صوت الامة يتوقف عند أسوار القصر ويتبخر . اليوم خرج الناس الضعاف والفقراء إلى الله , ليقول كلمة حق مباشرة للملك وبدون وساطة حكومية ولا نيابة برلمانية ولا محسوبية ولا زبونية , فماذا قال الناس للملك ؟ نحن مواطنون نحب هذا الوطن نحن مواطنون ندافع عن هذا الوطن نحن مواطنون أبناء من استمات دفاعا عن هذا الوطن نحن ملكيون نحن من اخلص للملك بكل وفاء نحن من رفع شعار الله الوطن الملك نحن الفقراء الضعفاء نحن من يعاني من سياسة الأحزاب وحكومة الأحزاب وبرلمان الاحزاب ومجالس الأحزاب نحن من يعاني من سياسة التضييق والتذليل نحن من دسته المحسوبية وقهرته الوعود والشعارات الكاذبة نحن من أقهرته التقارير المغلوطة نحن من ينتظر قشرة خبز محروقة فمطالب الشعب مشروعة , واضحة تتجلى في إقالة حكومة أحزاب الأغلبية وحل البرلمان وتعديل فصول دستورية , وتسليم المناصب لوجوه جديدة نزيهة قديرة بدلا من تبديل الحقائب والتعيينات فلايعقل أن ينصب شخص في مجلسين علما أن الشخص مرفوض من قبل الأمة ولا يمكن لشخص أن يعين كوزير ضدا على إرادة الجماهير الشعبية فلا يوجد حزب سياسي - مشارك في الحكومة - لم يستفد من هذه الإمتيازات العشوائية التي لا تستخدم في الدول الديمقراطية ولا حتى في موريتانيا التي دخلت عالم ديمقراطي من بابه الواسع . لا خوف على النظام الملكي مادام الشعب مع النظام , ولا خوف عن إمارة أمير المؤمنين لأن الشعب مع الإسلام ولا خوف عليهما معا لأن المغاربة يعلمون جيدا بأنهما ركائز استقرار البلاد والعباد . فالخوف من حكومة أحزاب الأغلبية التي تقوم سياستها على الشطيح والرديح والإقتراض وتبدير المال العام والتشويش على الصحافة وتكبيل الحريات وتفريخ الفقر والفقراء والإنحناء إلى سياحة الجنس وبرامج الإنحلال التلفزيونية ومهرجانات الفساد وزج إشرافها باسم ملك البلاد . الرسالة بعد نزول الشعب إلى الشارع من خلال مسيرة سلمية وصلت للملك أمير المؤمنين ليكون الفاصل والفاروق من خلال تحكيم يلبي حاجيات الرعية أمام إنزال استبدادي من حكومة قاصرة لا ترى إلا لمصالحها ومشاريع ذويها وترويج حساباتها البنكية ولو قدمت ثلثين من أبناء الوطن أكباش فداء واتهامهم بالخيانة العظمى وهذا أصبح اليوم من المستحيلات لأن الشعب أبان عن حبه الكبير لملك البلاد والله يمهل ولا يهمل . بقلم : حسن أبوعقيل – صحفي [email protected]