انقسامات بسبب مسودة اتفاق في كوب 29 لا تفي بمطالب مالية طموحة للدول النامية    نزار بركة: تعبئة شاملة لحزب الاستقلال من أجل الوطن والمواطن    طقس الأحد: أجواء حارة نسبيا ورياح بعدد من الجهات    ارتفاع رقم معاملات السلطة المينائية طنجة المتوسط بنسبة 11 في المائة عند متم شتنبر    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    إيداع "أبناء المليارديرات" السجن ومتابعتهم بتهم الإغتصاب والإحتجاز والضرب والجرح واستهلاك المخدرات    أشبال الأطلس يختتمون تصفيات "الكان" برباعية في شباك ليبيا    بلومبرغ: زيارة الرئيس الصيني للمغرب تعكس رغبة بكين في تعزيز التعاون المشترك مع الرباط ضمن مبادرة "الحزام والطريق"    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الرباط.. إطلاق معرض للإبداعات الفنية لموظفات وموظفي الشرطة    ‬النصيري يهز الشباك مع "فنربخشة"    عبد الله بوصوف.. النظام الجزائري من معركة كسر العظام الى معركة كسر الأقلام    نهضة بركان يتجاوز حسنية أكادير 2-1 ويوسع الفارق عن أقرب الملاحقين    اللقب الإفريقي يفلت من نساء الجيش    منتخب المغرب للغولف يتوج بعجمان    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    بعد قرار توقيف نتنياهو وغالانت.. بوريل: ليس بوسع حكومات أوروبا التعامل بانتقائية مع أوامر المحكمة الجنائية الدولية    أنشيلوتي يفقد أعصابه بسبب سؤال عن الصحة العقلية لكيليان مبابي ويمتدح إبراهيم دياز    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة        المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء    التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران        اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    بعد سنوات من الحزن .. فرقة "لينكن بارك" تعود إلى الساحة بألبوم جديد    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيون الساقية الحمراء : شريط أحداث الإثنين الأسود

معطيات لا بد من الإطلاع عليها لفهم حجم ما ينفقه المغرب على تنمية الأقاليم الجنوبية:
يبلغ عدد سكان إقليم العيون 183691 نسمة موزعين على 37545 أسرة ( احصاء 2004) و منذ 1976 إلى يومنا هذا ينفق المغرب 100 مليار سنتم سنويا (100 مليار x35 سنة = 3500 مليار سنتم) ،بالإضافة إلى مبلغ 500 مليار سنتيم لإنجاز 68 ألف بقعة بغاية إحداث 124 ألف سكن خصصت منها لمدينة العيون لوحدها 20 ألف بقعة دفعة واحدة بتكلفة 150 مليار سنتيم على أن تسلم هذه البقع للسكان الأصليين والمقيمين مدنيين وعسكريين .
كما قامت الدولة سنة 2008 بفتح 1000 هكتار في وجه التعمير بالعيون ، وهي أضخم عملية تعميرية تحدث منذ استقلال المغرب ، (المساحة المعمرة بالدار البيضاء /كبرى مدن المغرب، لم تتجاوز إلى حدود اليوم 18 ألف هكتار رغم مرور 100 سنة على إنشاء ميناء الدار البيضاء. ومساحة العيون المعمرة منذ استرجاعها من طرف المغرب عام 1975 بلغت إلى حدود 2008 ما مجموعه 3000 هكتار، أي أن المجهود المالي الذي بذله المغاربة في صيف 2008 لتعمير العيون وحل أزمة السكن (ألف هكتار) يساوي ثلث المجهود الذي بذله المغاربة بالصحراء طيلة 35 سنة.
وإذا أضفنا إلى صفقة البقع في صيف 2008 (20 ألف بقعة) مجموع البقع التي وزعتها الدولة بالعيون منذ استرجاعها، نجد أن هناك 45 ألف بقعة، اي في المجموع هناك 65 ألف بقعة.لاحظوا جيدا : مجموع الاسر 37545 ومجموع البقع 65 ألف بقعة ( 65000 بقعة /37545 أسرة=1.73 بقعة لكل أسرة
شريط الأحداث :
نزح مواطنون مغاربة من سكان مدينة العيون في بداية الأمر وبعد ذلك التحق بهم بعد توالي بناء الخيام اشخاص من مختلف الجهات من أسا من كلميم من السمارة ومن طنطان... ؛ للمطالبة بالعمل والسكن ؛ و هذه الحركة الاحتجاجية ليست استثناء؛ في ظل الانفتاح الذي يعيشه المغرب؛ فالعيون تعرف احتجاجات بين الفينة والأخرى حيث يسمح لجميع المواطنين المغاربة بالاحتجاج السلمي؛ في إطار القانون. ( عمال الإنعاش الوطني- حاملو الشهادات- عمال ومتقاعدو الفوسفاط- عمال ومستخدمو الشركات ....
.
المكان:
\"أكديم ايزيك\" وهي منطقة فارغة شرق مدينة العيون في اتجاه طريق السمارة قرب واحة المسيد ، متنفس يخرج إليه سكان المدينة باستمرار للترويح على أنفسهم؛
النازحون المحتجون
بلغ عدد النازحين حوالي 12 ألف شخص وهم ثلاثة أنواع:
1- مواطنون من سكان العيون الأصليون لديهم مطالب اجتماعية تتمثل في السكن والشغل ،ولم يسبق لهم أن استفادوا من أي دعم احتماعي .
2- عناصر انتهازية من هنا وهناك يستغلون كل فرصة وكل مناسبة للأستفادة .
3- أصحاب سوابق وعناصر مبحوث عنهم في ملفات تتعلق بالتهريب والأتجار الدولي للمخدرات .
4- انفصاليو الداخل؛ الذين يصولون و يجولون داخل المغرب وخارجه بحرية تامة؛ في ظل دولة القانون و المؤسسات؛
5- كل الدلائل وكل الأخبار هنا في العيون تؤكد وجود ضباط جزائريين و عملاء كوبيين وتشاديين و جنسيات أخرى داخل المخيم يحتمل ان يكونوا قد تسللوا مع العائدين من تندوف (ربما لم يحن الوقت بعد للأعلان عن ذلك رسميا) وقد نجح هؤلاء في السيطرة على المخيم حيث وزعوا الأدوار فيما يبنهم، من خلال تشكيل إذاعة خاصة تابعة لجبهة البوليساريو \"الانفصالية\"، وفرضوا سيطرة مطلقة على المخيم وأسسوا لجنة للحوار ولجنة لحفظ الأمن وناطقين رسميين باسمهم .
الزمان
تزامن التخطيط لهذه الأحداث مع :
1- زيارة الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة؛
2- المحادثات الجارية بين المغرب و البوليساريو؛(منهاست ضاحية نيويورك )
3- خسارة جبهة بوليساريو، لكل أوراقها، خصوصا بعد عودة لمصطفى سلمة ولد سيدي مولود، المفتش العام لما يسمى \"شرطة البوليساريو\".ودفاعه عن خيار الحكم الذاتي وما صاحبها من ضجة أعلامية وتضامن دولي .
4- العودة المكثفة للمحتجزين الصحراويين بالمخيمات إلى المغرب،
5- قرب تجديد الانتخابات البرلمانية عام 2012،
6- قرب تجديد المجلس الاستشاري الملكي للشؤون الصحراوية( خطاب الملك ليوم 6 بمناسبة الذكرى 35 لعيد المسيرة الخضراء 6نونير 2010 ).
7- قرب تنزيل الجهوية والحكم الذاتي بالصحراء،
8- صراع الوالي محمد جلموس ورئيس البلدية حمدي ولد الرشيد، هذا الصراع الذي لم يعد خافيا على أحد .
الاهداف
1-المعلنة :مطالب اجتماعية (السكن العمل..)
2- الخفية ( التي لم تعد خفية بعد أن تبين تورط الاستخبارات الجزائرية بدعم مالي ولوجيستيكي سخيّ .) وضع حد لعهد الأمن والاستقرار، الذي عاشته مدينة العيون بصفة خاصة وباقي الأقاليم الجنوبية طيلة 35 سنة في ظل السيادة المغربية. وعرقلة المسار التنموي الذي تشهده المدينة وتعكير جو الأمن والطمأنينة الذي تنعم به الساكنة.
تطور الاحداث
1-الحوار :فتح باب الحوار مع /ممثلي النازحين بالمخيم النازحين:
أ- لجنة الحوار رفضت رفضا مطلقا التحاور مع مسؤولين منتخبين ومع أعيان المنطقة، وألحت على التحاور فقط مع الدولة ومع ممثليها.
ب- رفض الجلوس مع المنتخبين الذين- في رأيهم - راكموا الثروات واحتكروا توزيع العدالة الاجتماعية نيابة عن الدولة و النخب في رأيهم تعتبر الصحراء مجرد بقرة حلوب .
ج- استعداد الدولة لتلبية المطالب المعقولة وحجب الحقيقة على قاطني المخيم وفعلا تم الشروع في عملية دراسة جميع الملفات الاجتماعية والاستجابة لها حسب معايير الاستحقاق والعدالة، كما تم الشروع في توزيع بطاقات الإنعاش الوطني والبقع الأرضية من قبل اللجان المشكلة من السلطة العمومية وشيوخ مختلف القبائل والمنتخبين وممثلين للمجتمع المدني.
د- لجنة الحوار تعمدت، بشكل ممنهج، حجب نتائج الحوار الذي باشرته السلطات العمومية بخصوص المطالب الاجتماعية المعبر عنها، وتحوير مضامينه.
ه- عناصر محسوبين على البوليساريو ومن المبحوث عنهم عمدوا إلى ممارسة التهديد والعنف المادي والنفسي تجاه المتواجدين في المخيم، خاصة منهم الشيوخ والنساء والأطفال و منع الناس من مغادرة المخيم، أو إزالة خيامهم، وكانت تحركات هذه العناصر تتم عبر ارتدائها للثام حتى لا تكتشف هوياتها ليس فقط للسلطات بل وللسكان أيضا ، ويتنقلون بسيارات رباعية الدفع \"دجيب\" ويحملون السيوف والزجاجات الحارقة مع استعمال قنينات الغاز صغيرة و كبيرة الحجم.( يقال أنه بعد استنطاق بعض الموقوفين على هامش الأحداث عثرت السلطات على رشاشات وبنادق الكلاشينكوف...).
إخلاء المخيم وانطلاق أعمال الشغب
بعد ان استنفذت السلطات كل مساعي الحوار الجاد أقدمت على الساعة السادسة و45 دقيقة من يوم الإثنين على عملية تحرير الشيوخ، والنساء، والأطفال المتواجدين تحت قبضة مجموعتي ذوي السوابق والمبحوث عنهم في قضايا للحق العام والانفصاليين من أجل الحفاظ على الأمن والنظام العامين، الذين واجهوا القوات بالمنع من ولوج المخيم، وبرد فعل عنيف تمثل في استخدام الزجاجات الحارقة وقنينات الغاز و السكاكين والهراوات والأدوات الحادة لمنع السكان من العودة إلى حياتهم الطبيعية .
وقد انتقلت جهات انتهازية وذات حسابات خاصة تتصرف وفق أجندة ومصالح الانفصاليين إلى شارع السمارة والأحياء المحيطة به و في هجوم مخطط ألحقت مجموعات منهم مدربة ومسلحة بالأسلحة البيضاء عبارة عن سيوف صنعت استعدادا لهذه الغاية ، وبقنينات الغاز الكبيرة والصغيرة وزجاجات الملوطوف المعدة سلفا ، أضرارا جسيمة بعدد من المؤسسات العمومية (مقر المحكمة -مقر الأكاديمية الجهوية للتعليم -أبناك -مؤسسات تعليمية عمومية وخصوصية --مقاطعات ، كما قاموا بإضرام النار في السيارات الخصوصية وفي سيارات الإدارة ، والمقاهي والمحلات التجارية. وقد عاشت أحياء معطى الله و شارع السمارة جوا من التوتر ، في حين يمارس السكان في الأحياء الأخرى نشاطهم اليوم بشكل عادي.
وتعد هذه الاحداث الأعنف من نوعها منذ انتهاء حرب العصابات التي شنتها البوليساريو على المغرب العام 1991 بعد اتفاق وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة .
الضحايا :
خلفت الأحداث 10 قتلى في صفوف قوات الأمن تم التنكيل بجثث بعضهم ، (إن ما وقع من أحداث بالمدينة بالنوعية وطريقة قتل وتشويه جثث القتلى ليس إلا من فعل جهة حاقدة على استقرار وهدوء وتراص الجبهة الداخلية المغربية إنها الجزائر الداعم السياسي والدبلوماسي للبوليساريو،التي لم تنجح في مساعيها منذ 35 سنة وانتقلت إلى السرعة القصوى إن لمسة المخابرات الجزائرية واضحة في نسج أحداث هذه القصة؛ خصوصا و أن الجزائر منذ استضافتها لندوة حول موضوع (حق الشعوب في المقاومة .. حالة الشعب الصحراوي) ؛ و التي كانت موجهة لدعم الأطروحة الانفصالية التي تعيش أيامها الأخيرة؛ منذ هذه المبادرة المخابراتية الوقحة الموجهة ضد المغرب؛ كان التوجه واضحا نحو فبركة أحداث شغب؛ كان التخطيط لها دقيقا كما اتضح من خلال نوعيتها وطبيعتها والأشخاص المستهدفين من خلالها .)
جارتنا الشمالية إسبانيا كانت هي الاخرى حاضرة خصوصا على المستوى الإعلامي؛ حيث كان الإعلام الإسباني ينتظر بفارغ الصبر نصب الخيام؛ قصد تسويقها للرأي العام الإسباني والأوروبي و اللاتيني عامة؛ ولو بالكذب والبهتان خصوصا بعد افتضاح امر الصور المفبركة التي يمكن اعتبارها فضيحة القرن في الأعلام طبعا بعد كذبة كولن باول وزير الخارجية الأمريكي أمام مجلس الأمن لتبرير الهجوم على العراق واحتلاله وإبادة شعبه ونهب ثراواته .
كما خلفت هذه الأحداث مقتل مدني واحد ، دهسته سيارة خلال أعمال الشغب .
خروج المظاهرات السلمية واستقرار الأوضاع:
وردا على أعمال النهب والتخريب والشغب والفوضى، خرج العديد من المواطنين بتلقائية ، حاملين الأعلام الوطنية وصور صاحب الجلالة الملك محمد السادس صباح الاثنين 08نونبر2010، من جميع أحياء المدينة في مظاهرة مؤيدة لمغربية الصحراء، ومنددة بأعمال الشغب، وردد المواطنون في هذه المظاهرة، التي جابت أهم الساحات والشوارع بالمدينة شعارات مناصرة لقضية الوحدة الترابية، مجددين فيها ولاءهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتشبثهم بمغربية الصحراء.كما عبروا عن رفضهم القاطع لأعمال الشغب وتهديد أمن السكان وسلامتهم ، التي تمارسها مجموعة من الأشخاص مدعومة ببعض الجهات الخارجية . وكان لسان جميع المتظاهرين هو أنه من حق المواطنين التعبير عن مطالبهم الاجتماعية في جو من الهدوء ، لكن أن يتخذوا من هذه المطالب ذريعة للقيام بالشغب والتخريب فهذا أمر مرفوض.
ومباشرة بعد هذه التظاهرات السلمية فهم الفوضويون أن خططهم باءت بالفشل عادت الأمور إلى سالف عهدها من الإستقرار والطمأنينة .
خلاصة القول :
من حق انفصاليي الداخل أن يعبروا عن رأيهم ، تلك قناعتهم ولا ينبغي لأي كان أن يفكر مكانهم ، ولكن ليس من حقهم أن يخربوا الإدارات وأن يستعملوا السلاح في الشارع العام ، ليس من حقهم أن يذبحوا ويشوهوا ويمثلوا بجثث الضحايا من القوات العمومية غير المسلحة .
نعم قد لا توجد عدالة اجتماعية ،قد لا توجد ديمقراطية فيها تداول حقيقي للسلطة .. نعم هناك متسلطون على رقاب العباد والبلاد في شمال المغرب كما في جنوبه وفي شرقه كما في غربه ولكن ما وصل إليه المغرب اليوم بعد سنوات من الكفاح والنضال هو مكسب لكل المغاربة وضمنهم طبعا إخواننا الصحراويون ، وإن المطلوب منا جميعا اليوم هو العمل سويا علي تطوير نظام الدولة من أجل تقدم هذا البلد وتنميته وبنائه ........ تذكروا ماذا وقع ولا يزال يقع في الجزائر: 300.000الف قتيل وحوالي 30.000 الف مفقود ( حسب إحصائياتهم الرسمية )والحقيقة يعلمها الله .هذه هي السلعة التي تريد أن تصدرها إلينا جارتنا الشقيقة الجزائر ، وقد خاب مسعاها وما نراه اليوم ليس بجديد ، فقد حاولت جارتنا الشرقية مرارا زعزعة استقرار المغرب هل تذكرون حرب أمكالة الت أسر فيها المغرب جنودا جزائريين ، وأطلق سراحهم بعد تدخل دول شقيقة و صديقة – هل تذكرون تفحيرات فندق إسني بمراكش واعتراف ضابط المخابرات الجزائري بضلوع المخابرات الجزائرية فيها – هل تذكرون توقيف عملاء في الحدود الشرقية متسللين مدججين بالأسلحة– هل تذكرون تمويل وتدريب الجزائر لعدد كبير من معارضي النظام المغربي -ليس حبا في سواد عيونهم ورغبة في تغيير النظام كما كانت تدعي،هل تذكرون وإلى حدود الساعة إغراق السوق المغربي بملايين حبوب الهلوسة والأدوية الفاسد ة...هذه بعض التدخلات السافرة للنظام الجزائري في المغرب المعروفة والمعلن عنها وما خفي أعظم . ولكن أهدافها الدنيئة تفتضح يوما بعد يوم ، ولا أعرف ماذا ينتظر المغرب لقطع جميع العلاقات مع جارة هدفها زرع الفتنة وتصدير أزماتها وقلاقلها إلينا .
إن هم الجزائر هو أن تضع يدها على الصحراء وبس ولا يهمها لا شعب صحراوي ولا تقرير مصير ولا كل ما تدعيه وتجري من ورائه وتغدق عليه ملايين الدولارات الشعب الجزائري الشقيق الفقير المحتاج إليها لتوفير أدنى شروط العيش الكريم من سكن ومأكل وملبس ، إن الجزائر لا تريد من إخواننا الصحراويين إلا أن يكون حطبا لنار تكون هي أكبر المستفيدين منها . و أنصحهم بعدم الانجرار وراء الخطب الرنانة والشائعات المغرضة لتجار الموت ... هاهي القبائل لا تطالب سوى بالإعتراف بالأمازيغية كمكون ثقافي ولاتطالب لا بحكم ذاتي و لا باستقلال ، ماذا كان رد الجزائر التي تدافع عن (استقلال الشعوب) واجهتهم بالحديد والنار ولا زالت تكيلهم أشد العذاب وأقبح أشكال التنكيل .وتحاصرهم في معاقلهم في كيطوهات تماما كما فعل هتلر مع اليهود استعدادا لأبادتهم .وللمعاملة بالمثل ماذا ينتظر المجتمع المدني المغربي الامازيغي بالخصوص لاحتضان إخوانهم من القبائل ومساندتهم وتمويلهم أليست قضيتهم عادلة ؟
أما جارنا الشمالي الإسباني فإنه يواجه انفصاليي الباسك بكل قوة باسم الدفاع عن المصالح العليا لاسبانيا في حين يشجع انفصاليي المغرب يا لها من مفارقة . نحن نعتبر الباسك قضية داخلية إسبانية وقد تعلمنا ألا نتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ، فلماذا لا يدافع المجتمع المدني والإعلام الإسباني عن مصير سكان سبتة وامليلية المدينتين المغربيتين المحتلتين ؟ لماذا لا يفضحون ما يتعرض له السكان الأصليون المحتلون من قمع وتنكيل وتهميش وإقصاء ؟ أم أن هذه القضية فيها نظر؟ ولرد الصاع صاعين ماذا ينتظر المجتمع المدني المغربي لاحتضان إخواننا الباسك ؟ لماذا لا ندعمهم ماديا ومعنويا ونفتح لهم إعلامنا خصوصا في الشمال لنشر أطروحاتهم ......؟
لماذا لا تهتم كل من الجزائر واسبانيا بما يقع داخلها ، بدل الانشغال بالمغرب الذي يسير بخطى حثيثة نحو التقدم والإزدهار ونحو بناء دولة الحق والقانون وليس نحو دولة الديكتاتورية العسكرية كما في الجزائر وليس نحو دولة تبني اقتصادها ورفاهية شعبها بعرق وبسواعد المهاجرين عبيد القرن 21.
لقد انكشف أمرهم وتبين زيف شعاراتهم وما يروج له أعلامهم من أكاذيب وأضاليل خير دليل على ذلك ، في غياب تام للموضوعية و الحيادية في هذا الإعلام سواء في التصوير أو في التعليق لقد اطلع العالم كله على الورطة التي وجدت إسبانيا نفسها فيها من خلال فبركة صور لضحايا الهجوم الصهيوني على غزة وإلباسها لبوس الباطل واعتبار الضحايا من سكان الصحراء في استهتار لا أخلاقي وفي اتجار ساقط بمحن البشر ومعاناتهم لخدمة قضيى خاسرة أصلا ، وقد انكشف وافتضح أمرهم كما انكشف أمر القناة الإسبانية التي روجت لمذبحة الدار البيضاء التي راحت ضحيتها اسرة على أيدي أبنها المختل عقليا في نهاية شهر يناير2010 حيث نسبت القتلى بهتانا وزورا إلى أحداث العيون هكذا بدون حياء و دون اية إشارة لا بالكلمة ولا بالصورة للضحايا المغاربة من القوات العمومية ضحايا الغدر والدعاية المغرضة للإعلام الإسباني وبتحريض من المجتمع المدني الأسباني وبتمويل بالبترودينار الجزائري.
أين هي تغطية الإعلام الديمقراطي الإسباني لما يقع لإخواننا وأبنائنا المغاربة في الجيوب المحتلة سبتة ومليلية . أين هي الصحافة العالمية بلا حدود؟ وأين هي المنظمات العالمية لحقوق الإنسان ؟وأين هو مجلس الأمن ؟وأين المثقفون والبرلمانيون والساسة ؟ وبكل صراحة وبالنظر إلى ما يقع في كل بقاع العالم فإن الصحافة الغربية والإسبانية منها بالخصوص والمجتمع المدني والإسباني منه بالخصوص لا تخدم إلا أجندة بلدانها و لا تعبر إلا عن توجهاتها الاستعمارية .
إنني كإنسان مدافع عن حقوق الإنسان أيا كان وفي أي مكان لا أهدف من خلال سرد هذه الأحداث مباركة هضم لحقوق الناس الذين من حقهم الاحتجاج للمطالبة بتحسين أوضاعهم ؛ واحترام كرامتهم وخصوصيتهم ولكن ما لا يمكن أن اسمح ولن يسمح مواطن أي بلد في العالم ؛ أن تستباح حرمة أرضه وان تمول أيادي خفية للعبث بأمنه واستقراره وهو حال المخابرات الجزائرية؛ التي تصول و تجول بكل حرية في أقاليمنا الجنوبية و تخطط لزعزعة أمن و استقرار وطننا .
وإنني كمغربي أقول للدولة المغربية وللإعلام المغربي وللأحزاب المغربية ولجمعيات المجتمع المدني المغربي أن عليهم أن يضغطوا من أجل معرفة حقيقة ما يقع في مخيمات تندوف وحقيقة ما يتعرض له للصحراويين المغاربة هناك من حصار وتجويع وقمع، وأن يتجندوا لفك الحصار عن إخواننا المحتجزين هناك ، إن انفصاليي الداجل يتحركون بكل حرية فلماذا لا تسمح الجزائر لوحدويي الحمادات بالتحرك بكل حرية وسنرى آنذاك كم سيبقى في مخيماتهم ، لن يبقى هناك سوى الماليون والتشاديون والكوبيون و اللاجؤون المزيفون الذين تؤثث بهم الجزائر وصنيعتها ذلك المشهد البئيس وتروج بها تجارتها البائرة لتستجدي به الصدقات التي تملا بها حساباتها في البنوك الأجنبية .
وكمغربي أقول لمن يعنيه الأمر أن الأوضاع الإجتماعية غير مرضية بالكامل في مدينة العيون لأن هناك فئة تستفيد من من جميع أنواع الدعم الإجتماعي ( إنعاش وبقع أرضية وغيرها) في حين أن فئات عريضة من مهمشة ومقصية .
عيون الساقية الحمراء
مولاي نصر الله البوعيشي
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.