.. دمعة حزن على دنيا أصرت إلا أن تجعل مني إنسانا بلا كبرياء ، إنسان يعيش على إيقاع الكئابة في دنياه ، انسان لم يرتكب من الجرم ما يستحق كل هذا الذل و الإحتقار ، انسان عاش و يعيش مكرها في الحياة ، كره اسمها و مغزاه ، كره اليوم الذي حل فيه ضيفا باكيا على دنيا استقبلته بزغاريد الغدر والإستهجان . كره المنية التي لم تدركه يوما ولم تلبي له النداء ، راجيا أن تمحوا ما بقي من أثره في دنيا أبت إلا أن ترسم لوحة الحياة وتضعه خارج الإطار . تُهتُ في غيابات الكون استنجد و لا مغيث ، الموت أملي الوحيد هو الأخر رفض صحبتي يال الحظ العاثر . ذقت ذرعا بالحياة ، أكرهها ، طلقتها بالثلاث ، علمتني كيف أبكي ، علمتني العزف على مقام الأحزان . أكره مجتمعنا الذي أصبح كخشبة مسرح تؤدى فيها الأدوار أكثر مما تعاش مجتمع ينافق البعض فيه بعضا ، فكيف لشخص يعاني المهانة و الحرمان ويسأل عن حاله فيجيب على ألف مايرام ، قمة النفاق ، مجتمع ليس للضعيف فيه مكان ، مجتمع يقتل ابناء جلدته في صمت مدوي يستفيق عليه أصحاب الضمائر الحية . للصبر حدود مهما أخفى وكتم الإنسان مابداخله ، ومهما انزوى و انفرد بما يخالجه فلن يزيده ذلك إلا تقهقرا درجات للوراء ، لكن سيأتي يوم يصرخ فيه بأعلى صوته ليفرغ مافي قلبه ، صوت مكتوب على ورقة أمل بقلم مداده دموع حسرة ، وموضوع كلماته انشقاق مع الذات . فالأوراق بعثرت و قرأ في أول وآخر سطورها دموع ترقرقت و قلب فتحت جروحه ، فأنتم لا تعلمون قصتي و نحن سويا لن نعرف نهايتها ، سأستمر بالبوح بكل ما في أعماقي فجروح وندوب وحزن دفين ، كاد حقي في الحياة أن يدفن حيا ، لكن لا مكان لليأس في قلب ينبض بالحياة فلا بد للتضحية أن تكون سلاح المرء فالشموع تحترق لتضيء المكان – نِعْمَ التضحية - . أنا احْتَرَقْتُ و انطفأت شعلتي قبل أن تنير طريقي في بحر الحياة فأكملت دربي زاحفا في ظلام حالك انتظر على أحر من الجمر بزوغ فجر يوم جديد ، سأنتظره ، سيولد ، فالطبيعة علمتنا أن لكل خريف ربيع . فلا يأس مع الحياة