سلطان الفصول يحط الرحيل على مطل رمي الحمام... يمطر المكان بأولى قطرات الشتاء... قبل حلول الخريف بأيام... يسال كعادته... هل عاد الحمام الى المطل.؟ هل فتحت المدارس أبوابها...؟ هل تفقد البستاني جنان الزيتون...وكيف هي حبات الرمان... وكيف يدور الزمن...وكيف صبيب المياه... يسأل عن كل شيء... يتلقى خطابا من السونونو على جناح اللقلاق... ويعيد مرة ومرات السؤال.... وهل عاد الحمام الى مطل رمي الحمام...؟ في أيام مضت كان الحمام يقيم هنا بهذا المكان على مطل، اسفل جبل...يسميه الأمازيغ بجبل تاصميت...الجبل البارد فوق مصب عين تختبا هنالك في مكان ما في جوف الأرض... بجوار قصر عتيق... قصر العين... وفي ايام جاء قوم الى هذا المكان يرمون الحمام بالرصاص... يمرحون... يداعبون بعضهم بعضا... يشربون الجعة...ويملؤؤون المكان عربدة وضجيجا... فهاجر الحمام المكان ومن يومها لم يعد الحمام الى المكان... نسي من دعره اسمه نسي أوكاره ملقاة على المطل بين المطرقة والسندان... ومن يومها سمي المكان بمطل رمي الحمام... وفي يوم مضى مر الملك من هذا المكان بدون موكب بدون حراس، يتفقد السهل من على الدير أسفل الجبل... في جلباب أمازغي كأنه يعبر السبيل من هذا المكان... فالتقى رجلا ضريرا جالسا يريح عكازه وقت الأصيل... يتيمم لصلاة المغرب... فسأل الملك الضرير الصلاة معه... ولما سلما معا على اليمين والشمال... وسلم الواحد منهما على الأخر، وتمنيا لبعضهما قبول صلاتهما... اوسال الملك الضرير من يكون... أجابه بأنه العم احساين... وانه يقيم العمر كله هنا...ويعشق المكان... واشتكى الرجل الضرير للملك عدم وجود مسجد بالمكان، وأنه أهدى قطعة أرضية من أرضه لبناء المسجد وان السلطات رفضته بحجة منع المكان من العمران... وطلب من الملك ان يرفع معه اكف الضراعة للخالق ان يبنى بالمكان مسجدا... ليسمع الاذان في المكان عسى يعود الحمام، ولا يرمى الحمام، لا يرمى الحمام، عسى يبدل اسم المكان بمطل الحمام فقط دون ان يرمى الحمام... ثم سأل الرجل الضرير الملك من يكون.. فابتسم الملك... وقال الضرير لأول مرة أسأل رجلا من يكون ويبتسم... وتعجب الملك من الرجل الضرير وسأله وهل تراني ايها الرجل وأنت ضرير... قال الضرير...نعم يا سيدي أراك وهل أكلمك وأنت غير موجود... وهل صليت معي وانت غير موجود ... قال الملك وهل تعرفني... قال الضرير لو أعرفك ما سالتك من تكون... ولما ابتسمت لما سألتك من تكون؟ قال الملك سألتني كم سؤال هلا تركتني ارتب الأسئلة واجيب على كل سؤال... فسال الضرير الملك السماح من الملك على كثرة السؤال،فنهض من مكانه... يشير للملك بعكازه، ترى سيدي تلك الربوة... هناك أقيم هلا قبلتم ضيافتي على مشروب كأس شاي... وتعجب الملك أكثر من الضرير... وخاطبه وهل ايضا ترى اين تقيم... والله انك لرجل عظيم... فقبل الملك ضيافة الضرير وشربا معا الشاي من دون ان يسأل الضرير الملك... وفهم الملك اشارة الضرير فباح له بأنه الملك ولذلك ابتسم لسؤاله قبل قليل... وانه كلمه وهو موجود... وصلى معه وهو موجود... ووعده ببناء المسجد... وهويروح لحال سبيله والضرير يسلم على الملك بباب الدار سأل الضرير الملك هلا سمحتم لي بسؤال واحد وبعدها لن أطرح عليكم سؤالا اخر... ومرحبا بكم اذا رجعتم مرة أخر... هل حقا انت الملك... هل ستبني هنا مسجدا وتحقق أمنيتي... فابتسم الملك...واختفى مع السبيل... وعندما وصل الملك الى القصر أمر لمطل الحمام بمسجد... ووعد بالصلاة فيه مع الضرير... عسى يسمع الاذان بالمكان، عسى يطمئن الحمام للمكان ويعود الحمام ويتوالد كما كان ولا يرحل الحمام ثانية بالمكان ولا يرمى الحمام،لا يرمى الحمام... يحيا الملك بموكب الشعب... يحيا الملك بموكب الحمام 27 رمضان 1430 17 شتنبر 2009 اليوم الاول من الخريف بعدأربع ليال وليلة والعيد ان شاء الله بعد يومين وليلة الساعة اذان العشاء بتوقيت خط مطل رمي الحمام، اسفل جبل تاصميت، سهول تادلة المغرب