ولد المقاوم امبارك بن موح يوسفي، الحاصل على بطاقة المقاومة رقم 565,,508 بأربعاء أيت أقبلي، دائرة واويزغت إقليم أزيلال، حوالي سنة ,1934 وهي السنة التي اتخذت فيها المقاومة الطابع السياسي بدلا من المواجهة المباشرة، أي المقاومة المسلحة. نشأ وترعرع رحمه الله وسط أسرة ريفية تعيش على الفلاحة، إذ كانت تشتغل بالزراعة وتربية الماشية في جبال الأطلس المتوسط، ولما بلغ سن الرشد لم يبق المقاوم مثل أقرانه بهذه المناطق بعيدا عن مجريات الأحداث التي كان يعرفها المغرب آنذاك، والمتمثلة في ظروف العيش تحت وطأة الاحتلال الفرنسي وردود الفعل المحلية للسكان، بل انضم مع زمرة من الشباب الوطنيين إلى صفوف جيش التحرير بمنطقة الأطلس المتوسط. استهل نشاطه في البداية تحت مسؤولية المجاهد الكبير سيدي موح أحنصال، وكان ذلك سنة .1955 ثم ما لبث أن انتقل إلى المنطقة الشرقية، حيث شارك رحمه الله في عدد من الهجومات والمعارك التي خاضها جيش التحرير بهذه الربوع العزيزة من الوطن، وخصوصا في مناطق فكيك وبوعرفة والجبل الأحمر والشبكة... وكان له شرف المشاركة في حرب التحرير من أجل الحرية والاستقلال، إلى جانب المناضل محمد أيت حمو لايلاز، الملقب بالعتابي. وقد كان المقاوم المرحوم امبارك بن موح يوسفي يمتاز بالشجاعة والإقدام على تنفيذ كل ما كان يؤمر به من لدن رؤسائه المباشرين طيلة مسيرته النضالية، وبعد حصول المغرب على الاستقلال بتظافر جهود الحركة الوطنية والملك محمد الخامس رحمه الله، عاد امبارك بن موح إلى قبيلة أربعاء أيت أقبلي، مسقط رأسه، ليشتعل بالزراعة وتربية الماشية. ونتيجة لهذه الأعمال الجليلة التي قام بها المقاوم المرحوم إبان الحركة التحررية تحت القيادة الرشيدة للعرش العلوي المجيد، فقد تم تكريمه من لدن المندوبية السامية والمجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، على هامش اللقاء التواصلي الذي عقده المندوب السامي والسادة أعضاء المجلس الوطني بعمالة إقليم أزيلال، وذلك يوم الجمعة 18 مارس ,2005 اعترافا له بوطنيته وتفانيه من اجل الحرية. وانتقل امبارك بن موح يوسفي إلى جوار ربه يوم 04 نونبر 2005 عن سن تناهز 71 سنة من عمره بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج ولا دواء. حسن البعزاوي نيابة قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ببني ملال