كانت أمي تخبرني بكل شيء قبل أن يحدث، لكنها لم تخبرني أن خالتي ستزورنا هذا الصيف أيضا.. مجيئها لم يكن يهمني.. ولم يكن يهمني في شيء كَرْمُوسُهَا وهَنْدِيَّتُهَا اللذين تأتي بهما من الدُّوار.. لكن مجيئها هذه المرة لم يكن عاديا..
- بنت خالتك صغيري (...)
حاول أن يلفي لحياته معنى.. ارتطم بجدار اليأس، فَخَرَّ ساقطا على الثرى كما يسقط الطائر المرتطم بنافذة من زجاج. أخذه نسر آدمي.. طار به إلى قمة شماء.. وعاش حياة النسور حينا من الدهر..
قذف به النسر كقمامة منتنة حين لم يعد له به حاجة.. عاش كالقبابر بين (...)
غادرت الفندق الذي أقمت فيه. كان علي أن أذهب إلى تطوان. الساعة تزيد عن الثامنة صباحا بدقائق. اتجهت نحو المدينة القديمة لتناول الفطور. كان الفصل شتاء. أتخيل قمم جبالها تتسربل بمئزر يشبه مئزر الموتى في البياض. وابل المطر شكل سيولا تغسل أوزار أزقتها، (...)
هم يسمونه عاطلا. وهو يصر على تسمية نفسه بالمعطل. اسمه سعيد، لكن نصيبه في السعادة كنصيب القاتل في الميراث.سعيد وكر للشقاء وعرينه، يرافقه.. يصاحبه.. يجالسه في مقاهي اللهو والمجون..يدخنه في لفائف التبغ والحشيش والكيف.. ينادمه في الحانات، فيشربه على مهل (...)
استوى جالسا على كرسي خشبي أمام مكتبه، وأخذ قلما ليكتب خواطر عصفت بخياله. دندنات زوجته تنبعث من المطبخ، ربما كانت تعد فنجان قهوته المفضل، أو كانت بصدد أشغال مطبخية أخرى. ابنهما الوحيد يلعب تارة بمجسمات ودمى، ويعبث طورا بأثاث المنزل.
أشعل المذياع، (...)