كي أرى الأشْجارَ،
والمَطرَ،
والنِساءْ
ها أنا ارفعُ راسي – قليلاً-
أرفعُهُ ثم أرمي بكل الحَجرِ في
البِحارِ،
والكهوفِ،
والغاباتْ
كي أرى العاصفةَ – بعينيَّ
الذَّابلتين –
أقفُ على خطِّ البِدايةِ .
أدْعَكُ الجاذِبيةَ بأصابعي،
ثم أرفعُ رأسي -مرة أخرى (...)
غيمتانِ في فنجانٍ
وخيوطٌ من أدخنةِ المصانعِ المقفلة
في أباجورةٍ قديمةٍ ..
مع بقايا فاكهة،
ومَتاهةٍ .
غيمتانِ من قُشٍّ،
ووطنٌ من ريحٍ
تسكنهُ العصافيرُ الجائعةُ في الحقولِ.
وأنا من ريشها المتناثرِ في الهواءِ، أصنعُ الدوائرَ
والقلوبَ المتوجعةَ.
هذه (...)
لست سيئاً بما يكفي ،
لكني أصير – كذلك – حين أفيق على شخير امرأةٍ بجانبي .
أصير سيئاً – أكثر – عندما أتبول في الأحلامِ
وتحديداً حين أغني في الكوابيس .
أنا لست غامضاً مثل الخطاطيفِ ،
والأسماكِ ،
وعمال الميناءِ .
لكني أدرك أني أميل إلى البحر
وقصائد (...)
ها أنا أفرك عينيٌّ هاتين .
أفركهما هكذا، بالسَّبَّابةِ وحدها
كي أرى كل شيءٍ :
أرى جِباهَ الموتى وهي تلمعُ من كثرة السجودْ .
وخفافيشَ الليلِ الهاربةَ
تضعُ تيجاناً من قُشٍّ
وحجرْ،
وهي تعبرُ فوق خط الزلازلِ ،
ثم تعبرُ في كل اتجاهْ .
ها أنا أسير خلف (...)
هذهِ اللُّغَةُ في الأصْلِ :
خيوطٌ أنْسُجُها مِنْ عُروقِي .
و فِخاخٌ أنْصُبُها
بِيَديَّ هَاتَيْنِ .
هي الآن ،
لُحونٌ هيرُوغْلِيفِيَّةٌ فوق اللِّسانْ .
أنا ، بِهذا الإِسْفينِ،
لا أنْقُشُ لغةً
تحتَ الرُّموشْ .
لكنِّي أتَفنَّنُ
في خَدْشِ الحَياءْ (...)
بهذه الذِّراعِ الطَّويلةِ
أقيسُ وَجْهي،
والظلَّ المُمدَّدَ على الرَّصيفِ.
أقيسُ كُلَّ شيءٍ
بما في ذلك:
الشمسَ المشْدودَةَ بسيورِ حِذاءٍ،
والليلَ،
والمسافةَ بين البحرِ و اليابسةِ.
بهذه الذِّراعِ الطَّويلةِ جِداً
أقيسُ الأشجارَ بعددِ الاستعاراتِ
في (...)
ها أنا أَنفُخُ في كل اتجاهٍ
– من أجلكِ –
أنْفُخُ في الرِّيحِ ،
فتَهتزُّ السُّفنُ ،
والجِبالُ ،
مِنْ بَينِ يَديَّ هاتيْنِ .
كم مرةً صارتِ الأَكُفُّ حَجَراً ،
وصِرْنا نُصافِحُ بها
المَوْتى ؟
ثُمَّ ها أنا أنْفخُ في الرَّمادِ
و أدُسُّ العاصِفةَ في (...)
ماذا لو قَلبْنا الأدوارَ:
أن أَصيرَ امرأةً
جَميلةً
أجلسُ فوقَ الرَّصيفِ
وأفتلُ فُصوصاً
من ثَوْمٍ ،
ومِلْح.
تَبّاً !!
فأنا لا أُحْسنُ غسْلَ الصُّحونِ
ولا أعرفُ متى أصففُ شَعْري ،
ولا كيف أضعُ أحمرَ الشِّفاهِ ؟
ولا أين أستقبلُ قارئةَ الفِنْجانِ:
في (...)