بهذه الذِّراعِ الطَّويلةِ أقيسُ وَجْهي، والظلَّ المُمدَّدَ على الرَّصيفِ. أقيسُ كُلَّ شيءٍ بما في ذلك: الشمسَ المشْدودَةَ بسيورِ حِذاءٍ، والليلَ، والمسافةَ بين البحرِ و اليابسةِ. بهذه الذِّراعِ الطَّويلةِ جِداً أقيسُ الأشجارَ بعددِ الاستعاراتِ في القَصَائِدِ، وأُخْفيها عنِ الجَرادِ والصُّحونِ الطَّائِرَةِ ، وعَنِ الغِرْبَانِ التي تَنقُرُ من جُثَتِ المَوْتى. لم أعد أفهمُ كلَّما نظرتُ في المرآةِ تأتيني هذه الصورُ باهتة: الموناليزا تتزوج سراً من نادل. شَجَرةُ الدرِّ ترقصُ في سيرْكٍ وتُغنِّي. لم أعد أفهمُ لماذا تأتي هذه الصورُ باردةً ، وباهتة: خطُّ الاسْتواءِ صارَ غيمةً فوق أهدابي. الأمازون صار غابةً تحت رموشي. وهذه الدبابيسُ صارت أشجاراً مجهولةً وفزَّاعاتٍ على الرُّؤوسِ.