كي أرى الأشْجارَ، والمَطرَ، والنِساءْ ها أنا ارفعُ راسي – قليلاً- أرفعُهُ ثم أرمي بكل الحَجرِ في البِحارِ، والكهوفِ، والغاباتْ كي أرى العاصفةَ – بعينيَّ الذَّابلتين – أقفُ على خطِّ البِدايةِ . أدْعَكُ الجاذِبيةَ بأصابعي، ثم أرفعُ رأسي -مرة أخرى – أرفعُهُ في كُلِّ اتجاه. من كَثْرَةِ ما رَمَيْتُ من حَجرٍ في البُحيْراتِ فاضَ الماءُ من حَوْلي ونَبتتْ اعشابٌ وطَحالِبُ من وَرَقٍ… كي أرى المدينةَ لا أرفعُ رأسي . فأنا أجُرُّ البيوتَ من أذْيالها، أجُرُّها بخَيْطٍ من قَطيفةٍ، وأحملُ الموْتى والنَّوارسَ في عَرباتٍ وإذا جاءَ الأصدقاءُ يسألون عن المَقاهي، زَممْتُ شِفاهي، زَمَمْتُها وبكَيْتُ على المَدينةِ، والبُيوتِ ، والمَقاهي، والأصْدِقاءْ.. كي ارْفَعَ رأسي ها أنا أرى الأشجارَ مدينةً فاضِلَة، وأرى العاصفةَ في مِرْآةٍ مَشْقوقَة، أراها وقد صارت سحابةً عابرة وقد صارت طفلةً تحقِنْ عُروقَها بالماءِ، والصمغ…