لست سيئاً بما يكفي ، لكني أصير – كذلك – حين أفيق على شخير امرأةٍ بجانبي . أصير سيئاً – أكثر – عندما أتبول في الأحلامِ وتحديداً حين أغني في الكوابيس . أنا لست غامضاً مثل الخطاطيفِ ، والأسماكِ ، وعمال الميناءِ . لكني أدرك أني أميل إلى البحر وقصائد ماياكوفسكي ، وسعدي يوسف . وأدرك أني لا أملك قلباً وأن ما أملكه هو قلب من طين . وأني حين أنقر بالسبابة على جبيني، أرى رفاقي يفتحون بابا للشعر ، يؤدي إلى الجنة . ويقفون على الرَّصيفِ المدهون بزيت محروق ، يتكلمون لغةً أخرى لا أعرفها ، ويدخلون حرباً خاسرة ضد جحافل النمل . الصدى هو الأثر ، هكذا أرى الشعراءَ وهم يشربون البحارَ على اختلافها . والمحيطاتُ نصوصٌ موازيةٌ تفيض بالرغوةِ ، واللُّحونِ . وحينَ تقذفُ من جوفها ، تقذفُ البراكينَ ، والغواصاتِ ، و الزلازلْ . منذ أن عثرنا على الريح داخل تابوت قديم وهذه الأرضُ تحملُ الجبالَ ، والادغالَ ، والكهوفَ ، تحملها كهفاً كهفاً إلى الماءِ . أيتها الريحُ صفري في القصبات ، فما عادتْ للبحرِ رائحةُ الموت ، وما عادتْ لليابسةِ رائحةُ الرمادِ . فقط ، سوف يأتي يومٌ ونشق في التراب سرداباً لأوديسيوس اللعين . هكذا على الأقل سوف تصبح الأَشْجارُ خُطاطاتٍ سرديةً ، والطيورُ فوقها بلا ريشٍ ، وبمناقيرَ من ورقٍ . هذا الوجه من البلاتين هو وجه امرأة تصلي في كنيسة وظهرها مقوس ، وكلما تقوَّسَ صار خيمةً من قُشٍّ . أو مقصلةً ولايهم لا موتُ المؤلِّفِ ، ولا لذَّةُ النَّصِّ . و هذه الأيادي هي التي تطوعت لتحمل القمرَ ، هي التي حينما تعذر عليها، جرته في عربة مملوءة بالحجر والموتى ، وحينما تطوعت لتجر الغيمةَ إلى سماء أخرى سقطت العوازلُ البلاستيكيةُ المثقوبةُ على الرؤؤس . ماذا أقرأ في عظْمَةِ الكَتفِ : لا أنا أقول الحقيقةَ ، ولا أنا تروبادور أغني في الشوارعِ ؟ أنا لست سيئاً لكني أصير – كذلك – حينما أفقدُ مذاقَ الأرضِ .