على مر تاريخ الفكر الإنساني ارتبط الإبداع بالمعاناة والعوز والبؤس وظل المبدع ذلك الإنسان المُبعد المُهمش المُقصى وسادت صورة الفقر وقحط الجيب عن كل صاحب موهبة أو قلم، وتزايدت حالات المبدعين المقصيين عن مسرح الحياة الطبيعية إلى دركات الجفاء الاجتماعي (...)
عبد الدايم بسحنته الصفراء يتدفأ بقليل مما جاد به تقاعده الفرنسي القديم ..يشتري اللحم والخضار من الحي المجاور..يهنأ بزوجة وأبناء ويتنعم برفاهية مطلقة جلبت الكثير من الحساد.
أصحاب الحي من رواد مسجد سيدي بوزيد لم ترقهم حالة عبد الدايم الهنيئة جل (...)
عم بدوي يأكل الخبز على قارعة الطريق قبل أن يصل به إلى البيت ..زوجته "الشبار" تتوعده إن هو مشى محدودبا تريده ممشوق الجسم ليهدم فارق السن ..تتلصص من شرفة العمارة لترصد كل شاردة وواردة.
عم بدوي عاد لتوه من سوق "لاندريولي" محملا بجُل بضائع الأرض هامته (...)
نجاح
تأمل حارة ابن المير الشاهقة... الجدران الملساء والبوابة الفارهة المطلية بلون الذهب..تذكر أيام الركض والولائم الإنتخابية ...أيقن أن المير كان يعرف الحساب جيدا ولم يذهب جهده أدراج الرياح.
رسالة تخرج
أكملتْ أطروحة الدكتورا حول " آفة (...)
يوم تعيس
احتل رصيفا وأثثه بجُل بضائع الأرض ..مر يوم نحس عليه لم يبع إلا رزمة من "الشيح" حاصره المكاس بوجه يشع غلظة..بلغ همه حد لايطاق..مد يده في جيبه فأخرج سيجارة مدكوكة دسها في فمه وأخذ يرفع من درجة حنقه ويزفر دخانه ليحتل هواء المكان ويتقاسم (...)
مناسك
هذا ما حدث ياسادة ياكرام ..في رمشة عين امتطيت الحافلة ..جلس إلى جانبي شاب شعره منطلقا نحو الأعلى أذنيه متصلتين بالعالم الآخر ..رجوته بإشارة أن يكلمني عن عالم الأحياء تمتم متبرما وتابع إحرامه متمتعا بمناسك آخر النهار .
أرق وسهاد
حاصره (...)
قصص قصيرة جدا
الصامت
تأبط كتابا وانسل يحتمي بظل شجرة فارا من حر شديد..تابع همساته الخفيفة..قلب صفحات الحقيقة لم يعثر على شيء جديد ..جاب بناظره عالمه الصغير ..استنطق أسرار نفسه الحائرة ..فضل مبدأ الصمت..فتح الكتاب وفضل محاورة (...)