يوم تعيس احتل رصيفا وأثثه بجُل بضائع الأرض ..مر يوم نحس عليه لم يبع إلا رزمة من "الشيح" حاصره المكاس بوجه يشع غلظة..بلغ همه حد لايطاق..مد يده في جيبه فأخرج سيجارة مدكوكة دسها في فمه وأخذ يرفع من درجة حنقه ويزفر دخانه ليحتل هواء المكان ويتقاسم الجميع ضنك ذلك اليوم التعيس. حاسة الاحتياج عاش حياة البذخ والرغد ولم ينعم قلبه بلحظة هناء ..جاب أنحاء العالم الأربعة بحثا عن السعادة ..ركبت رأسه فكرة الخلاص من تعاسته ..فشد الرحال إلى الحبشة (أثيوبيا)..أطعم الجياع وألبس العرات وأنشد لحن العوز والحاجة ..أخيرا رق قلبه وأيقن أن سبب تعاسته يكمن في حرمانه من حاسة الاحتياج.