قصص قصيرة جدا الصامت تأبط كتابا وانسل يحتمي بظل شجرة فارا من حر شديد..تابع همساته الخفيفة..قلب صفحات الحقيقة لم يعثر على شيء جديد ..جاب بناظره عالمه الصغير ..استنطق أسرار نفسه الحائرة ..فضل مبدأ الصمت..فتح الكتاب وفضل محاورة الكلمات. المتشرد تائه كالطفل بين أزقة المدينة ..يتأمل الوجوه العابسة ..لم ينبس ببنت شفه...يكلم الجدران بنظرات خائفة مبهمة..يدفع بابتسامات عشوائية خاطفة..شارد تفرحه خبزة يلتقمها ويمضي بين المباني الشاهقة. التائه أٌختير قدرا لقيادة سفينة الأسرة ..أبوه مرتمي في أحضان الغربة ..أمه الممتلئة بالأحزان شاخت معها أمراض العصر..جلس يرتب بقايا أوراق حياته على حواف النهر الهادئ... تأمل ماضيه وحاضره تاهت أسئلته الغير مجدية... أغلق ملف مصيره وتابع سفره في رحلته المألوفة. الحزينة انسلت لتو من غرفة أوهامها ..ماسحة شوارع المدينة بعينين ذابلتين ..لاح لناظرها بائع قصص زاه بيومه...تأبطت قصة تحكي أفراح الصبيان تابعت مسيرتها تتبعها حيرة ألف سؤال وسؤال.