صفّنا للحرب، تخفق راياتنا ، لوح لي عدوي ، يرسم علامة النصر التفت خلفي وجدتُ تاريخ أرض بابل، رسمتُ له شارة َالصليب بيد طارق بن زياد، وهو يحرق إشبيلية.
تصالحت مع عدوي بعد اشتعال الأدمغة،قرأت في كتب تأريخهِ:- "نحن أصل الحضارة فليسقط الغرب"، سألت إبن (...)
يقترب العيد بضع أيام تفصلنا عنه، قلبي يخفق، العيد أن يشتري لي أبي طَقْماً جديداً من لباس وحذاء، حذائي فغر فاه ومال كباص بطابقين يريد أن ينقلب ،استحال لونه الأسود إلى الغبرة. تعود على مراجعة عيادة الإسكافي ويد أبي لإعادة الحياة لجسده الهرم كلما فقد (...)
أي ألوان قوس قزح ترسمُ السماء؟ عندما تملأ لآلؤُّها المسافة بين الغيمة ورأسها، فألوان قوس قزح في عينها الرمادي، الترابي الخدري، الأسود والكاكي. أم تلَّونْ الأفق المحمر بريشة قرص الشمس ومن عيونها الزرق بلون سماء المخيم الذي تراه ظلمةً!. تبعث بنظرها (...)
الباص الصغير المتوجه الى بغداد يطلق صافرته، ليعلن استعداده للرحلة. يلتفت السائق الى الخلف، يتفقد الركاب، يسأل عن المرأة وصبيها التي حجزت المكان بظهر مقعده. ينادي عليهم بالصعود، صوت الراكب في المقعد الأخير يطلب الصلاة على النبي وقراءة الفاتحة بغرض (...)
لم يفارقني الامير مذ دخلنا سويّةً المدرسة الاساسية التي لا تبعد عن سكني الا بضعة امتارٍ، في حي بَنَتْهُ الحكومة للعوائل المتوسطة الحال، كان ملُازماً صحبتي .جسد نحيل تستره بصعوبةٍ ملابس رثةٍ يحملُ راساً صغيراً غارت عيناه ،وبرزت عظام الوجنتين ولا أعرف (...)
كنتُ صغيراً عندما نزح أبي، من بلدتهِ الصغيرة الراقدة على ضفاف نهرٍ صغير يتفرع من نهر دجلة . الذي يتلوى كالأفعى ليرسم نصفي دائرة فاغراً فاهُهُ على غابات نخيل ،تنام تحت ظلالها صغاٌر من اشجار الرمان ، وداليات الكرم ،الى مركز المدينة، مخلفا اللوم (...)
عند عبورنا الحدود كانت الشمس ُتلملم خيوطها الذهبية نحو قرصها الذي ازداد جمالا مع صفاء السماء.
كانت المرأة التي تحتل المقعد الخلفي مع ابنتها الجامعية . وابنها الصبي كما عَرَفَتنا في الطريق تتلُ آيات قرآنية وادعيةً بصوت مسموع، مرتجف ،متقطع ،مع (...)
غابت غاردينيا مثل زهور أول الصباح. تورق أول الشروق، بل أفلت.
كنت أنتظر أن يرن هاتفي،أو أقرأ تحية الصباح التي اعتدت ان ارتشفها كقهوة تشعرني لذاتها، ونكهتها ،كأني اشم رائحتها رغم المسافات. كانت اول النسمات الصباحية تدغدغ جلدي تتغلغل الى مساماته (...)
كانت غرفة جدتي هي الأخيرة في صف غرف بيت الجد . ينفتح ما أمامها في فضاء تتبادل فيه الشمس نهارا والقمر والنجوم ليلا أدوارها . كان مُلتصقا ببيت أخيه عم أبي . ولا أتذكر متى ُفصِلَ البيتان بجدار سَهل العبور علينا . لنتبارى في تسلق النخلة التي تتوسط حوشه. (...)
لا اعتقدت شعرتم بما اشعر به بلذيذ حرقة اشعة الشمس بل برودتها ، ورقة ريح السموم في صيفنا اللاهب، وانا اقف متسمرا امام باب المدرسة الاعدادية للبنات منتظرا ليلى في خروجها و دخولها.
ليلى الخمرية اللون، تهرب خصال شعرها الكستنائي المسدول فوق متنها، مذعورة (...)
حل الخريف اغلقت النافذة ، لريح باردة قد تاتي لتكسر اجنحة حنى قلبي لها،
التفت الى خلفي، لأرى صورها ،صحف ،اقداح للشاي والقهوة فارغة ،جمعتها لإرميها في سلة النفايات.
عزفت عن رميها ، قد تكون اخر ذكرى لشفاه غاردينا،عدت لأرى حافاتها وقد تلونت من احمر (...)