من الكلمات الحكيمة التي كثيرا ما تجري على لسان علمائنا قولهم: "من كثر علمه قل اعتراضه".
وتنطبق هذه الكلمة على كل من يحشر نفسه فيما لا إلمام له به من مسائل العلم واللغة والأدب، فيسيئ إلى نفسه وإلى الناس بما يظهر من جهله وخطله، وما يثيره من بلبلة في (...)
إن حقائق التاريخ ليست أوهاما وأباطيل تفترض وتقدر، ولكنها وقائع تحدث فتنقل وتروى بصدق وأمانة، وقد يعتريها تحريف وتزويد ولكن الحقيقة خالدة، والذي يضمن خلودها هو أنه لا يكون هناك مؤرخ واحد، وحتى لو اتفق أن جازت مؤامرة التزييف على المؤرخين كلهم؛ فإن (...)
والمفروض أن الذي يترجم لشخص ما يعتبر كصديق له، ولا يقال: إن في كلامي هذا مبالغة (…) كما أن علماؤنا وكتاب التراجم عندنا لم يكونوا يتجسسون على مترجميهم ويطلقون الفرضيات التي لا أساس لها إلا سوء الظن لينالوا من عرضهم وسلوكهم بدعوى تحليل شخصياتهم، (...)
بسم الله الرحمان الرحيم
لم أفكر يوما في كتابة مذكرات شخصية عن حياتي لسبب بسيط وهو أنني لم أعتبر قط أن حياتي تستحق التدوين بالتفصيل الذي تستدعيه كتابة المذكرات، إلا إذا كنت سأثقل حواشيها بالتوافه التي لا قيمة لها، أو الإدعاءات العريضة التي لا نصيب (...)
كتب الفقه والتصوف وتوابعها
شرح العُمدة في الأحكام لعبد الغني المقدسي، ولأحمد الفاسي، شرح الرائيَّة للشَّريشي في التصوف له، رسالة في حكم الذكر جهرت له، رسالة في حكم السماع له، رسالة في وزن الأعمال وتكفير النيات له، رسالة في أولاد المشركين له، شرح (...)
أسماء الكتب والمؤلفات في هذا العصر
وإليك الآن بيان الكتب المؤلفة في هذا العصر مضافا إليها ما ذكرناه في هذه التراجم لتتألف من الجميع قائمة المجموعة النفيسة التي ضمت من جديد إلى المكتبة المغربية:
كتب الحديث والتفسير وتوابعها:
اللباب في تفسير الكتاب (...)
[البُعيقلي]
هو أبو زيد عبد الرحمن البعيقلي الجزولي، العالم الفلكيُّ البارع له تعليقات على المنجمين تدل على تضلعه بالفن وهو الذي أحدث الساعة الرخامية بالجامع الأعظم بتارودانت. وله شرح روضة الأزهار وشرح اليسارة، وغير ذلك وتوفي سنة 1006 قال أبو عبد (...)
[القدومي]
هو أبو العباس أحمد بن قاسم الغسَّاني الشهير بالقدُّومي، إمام العربية وشيخ الإقراء في عصره. كان عارفا بالنحو معرفة تامة، وعليه المدارُ فيه، متحققا بالقراءات وتوجيهها بالضبط والرسم، وجميع ما هو من وظيفة المقرئ وألف حاشية على شرح الألفية (...)
ابن القاضي
هو أبو العباس أحمد بن القاضي المكناسي-نسبة إلى قبيلة مكناسة بمدينة مكناس- الفاسي، ولد عام 960، زاول قراءة العلوم ببلده، ثم رحل إلى المشرق فدرس به على المشاهير، ثم انقلب راجعا إلى فاس فأسره بعض قرصان الإفرنج، وفداه أبو العباس المنصور بمال (...)
أحمد الصومعي
أبو العباس أحمد بن أبي القاسم بن سالم بن عبد العزيز بن شُعيب الشَّعبي الهَرَوي الزَّمْراني دفين الصومعة من بلاد تادلة، الشيخ الصوفي الراسخُ القدم في طريق القوم علما وعملا، وصفه الحافظُ أبو العباس المقري، وكان قد لقيه بمراكش فقال: "هو (...)
[ابن خجو]
هو أبو القاسم بن علي بن محمد بن خَجُّو الخلوفي الحسَّاني، الفقيه سيخ السنة وأحد العلماء الناصحين درس بفاس على مشاهير العصر كالعلامة ابن غازي، والشيخ زروق.. وكان صوفيا فاضلا متورعا سالكا نهج الحق شديد الشكيمة على أهل البدع، آمرا بالمعروف (...)
[الهبطي]
هو أبو محمد عبد الله بن محمد الهبطي الطَّنجي، العالم العامل الناصح المُخلص (..) كان رضي الله عنه آية من آيات الله تعالى في أرضه وعباده، قائما على قدم الجد في الزهد واتباع السنة، والانزواء عن الدنيا وتعليم العلم والأمر بالمعروف والنهي عن (...)
[المَنجُور]
المنجور هو أبو العباس أحمد بن علي بن عبد الله المنجور الفاسي، علامة داهية متفنن. انفرد في عصره برياسة الفقه والصول والكلام والمنطق والنحو والبيان والعروض والتاريخ، وكان موسيقيا بارعا، وكان أحد الأبطال في لعب الشِّطرنج والنَّرد.
خدم العلم (...)
الصُّماتي
هو أبو عبد الله محمد بن أبي جُمعة الصُّماتي الهبطي، الأستاذ المقرئ صاحب تقييد وقف القرآن الذي جري عليه عمل أهل المغرب عموما من لدن زمن واضعه إلى الآن، توفي بفاس (سنة 930 ه).
اليسيثني
هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الرحمن اليسيثني (...)
ميارة الفاسي
هو أبو عبد الله بن أحمد ميارة الفاسي من أعلام الفقه في هذا العصر ومشاهير المؤلفين فيه، ولد ببَلدهِ فاس سنة 999 واشتغل بطلب العلم؛ فمَهر وظهر وبرز في علم الفقه، فكان راسخ القدم في الأحكام مستحضرا للقُول ذاكرا للنوازل، عمدة في ذلك. وما (...)
ابن عاشر
هو أبو مالك عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر الأنصاري الفاسي، أحد القرَّاء والفقهاء المشاهير، ولد بفاس( سنة 990) وقرأ على الجِلَّة من علماء عصره، وكان أستاذا عارفا بالقراءات وتوجيهها وبالضبط والرسم وجميع ما هو من وظيفة المقرئ فقيها مشاركا (...)
[أحمد الفاسي]
هو أبو العباس أحمد بن يوسف الفهري الفاسي الحافظ الثقة، ولد سنة 941 بالقصر الكبير، وطلب الحديث بفاس. فبرز فيه حتى كان يحفظ أحاديث الصحيحين جميعها، ويستحضر ما اتفقا عليه وما انفرد به أحدهما عن الآخر، وما خالف في متن أو سند، تصحح نسخها من (...)
الهيئة العلمية وآثارها
ومن العلماء الذين اشتهروا في هذا العصر "القصار" أبو عبد الله محمد بن قاسم القيسي الفاسي عرف بالقصار الفقيه المحدث النسَّابة، ولد بفاس سنة 938 وأخذ بها عن مشائخ عدة وبرز في الحديث فصار إماما فيه مقدما على غيره تضرب أكباد الإبل (...)
الهيئة العلمية وآثارها
نذكر هنا على جري العادة ملخص تراجم المشاهير من علماء هذا العصر ونتبعها ببيان أسماء الكتب التي ألفت فيه في مختلف ضروب المعرفة، تتميما للفائدة وإحاطة بالموضوع من جميع جوانبه.
سُقَينُ
هو أبو محمد سقين السُّفياني العاصمي القَصْري (...)
وعلى ذكر المرأة لا ينبغي أن ننهي الكلام في هذا الفصل حتى نُشير إلى ظاهرة حَريَّةٍ بالتَّسجيل في ميدان النشاط النسوي المغربي ألا وهي مساهمة المرأة في الحكم والسياسة أواخر أيام بني وطاس، وأول عهد السعديين، إذ شاهد الناس لأول مرة على دَستِ الحكم في (...)
إن الذي ينبغي تسجيله في الكلام على الحياة الفنية في هذا العصر هو النهضة الموسيقية التي تتمثل في المحافظة على الطرب الأندلسي بجميع ألحانه ونغماته وقطعه وأدواته ثم تجديده وتكميله بما هو منه بسبيل كإضافة بعض الآلات وتوليد بعض الطبوع، ومن ذلك طبع (...)
وأما الهيئة العلمية فقد كان لها فضل انتشار أيضا، لمكان الحاجة إليها في معرفة أوقات الصلاة والإمساك والإفطار في الصوم وغير ذلك، وقد ألفت فيها وحدها ومع الحساب كتب عديدة. ومن علمائها المشهورين: البوعقِيلي والمرغيتثي وغيرهما.
وفي غير ما ذكر نقول أنهم (...)
العلوم الكونية
وأما العلوم الكونية فما كان مما تقتضيه في الجملة طبيعة العمران البشري وخلة الاجتماع الإسلامي؛ فإنه كان منتشرا بكثرة، وذلك كالهندسة والهيئة والطب. وما إليها وما عدا ذلك فلم نقف له على خبر.
أما الطب فقد كان للدولة مزيد اعتناء بأهله (...)
العلوم الشرعية
وأما التصوف فقد كان طغى عليه سيلُ التدليس، فقيَّض الله له مثل ابن خجو والهبطي، فهذباه ونقحاه. وكان الشيخ أبو العباس الصَّومعي، حامل رايته علما وعملا، وممن لم يستغل مقامه وجاهه ولا استغله أحد على كثرة هذا الصنف في المتصوفة بهذا (...)
العلوم الشرعية
ويقال بالجملة أن العلوم الشرعية كالفقه والحديث والتفسير قد كانت منتشرة بكثرة على نسبة ترتيبها هذا، الذي ذكرناه؛ وإنما الذي ظهرت عليه آثار التحول هو الفقه، فالغالب أن كتبه التي كانت مستعملة في العصر المريني قد أطرحت الآن ولم يبق منها (...)